السيئة (١) « فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (٢) » فصبر رسول الله (ص) حتى قابلوه بالعظام (٣) ، ورموه بها (٤) ، فضاق صدره فأنزل الله (٥) : « ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون (٦) » ثم كذبوه ورموه فحزن لذلك فأنزل الله : « قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون * ولقد كذبت رسل من قبلك فصبروا على ما كذبوا واوذوا حتى أتاهم نصرنا (٧) » فألزم نفسه صلىاللهعليهوآله الصبر (٨) فقعدوا وذكروا الله تبارك وتعالى وكذبوه فقال رسول الله (ص) : لقد صبرت في نفسي وأهلي و وعرضي ولا صبرلي على ذكرهم (٩) إلهي ، فأنزل الله : «ولقد خلقنا السماوات والارض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب * فاصبر على ما يقولون (١٠) » فصبر صلىاللهعليهوآله في جميع أحواله ، ثم بشر في الائمة من عترته (١١) ووصفوا بالصبر ، فقال : «وجعلناهم (١٢) أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (١٣) » فعند ذلك قال صلىاللهعليهوآله : الصبر من الايمان كالرأس من البدن (١٤) ، فشكر الله له ذلك فأنزل الله عليه : « وتمت كلمة ربك الحسنى على بني إسرائيل بما صبروا ودمرنا ما كان يصنع فرعون وقومه وما كانوا
__________________
(١) لفظة « السيئة » ليست في المصحف الشريف ، ولكنه موجود في المصدرين والاية في فصلت : ٣٤.
(٢) ومما يلقاها الا الذين صبروا وما يلقاها الا ذو حظ عظيم. كا.
(٣) حتى نالوه بالعظائم كا.
(٤) أى بالعظائم ، وهى نسبتهم اياه إلى السحر والجنون والشعر وغيرها.
(٥) فأنزل الله عزوجل عليه. كا.
(٦) فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين ، كا. أقول : الايتان في سورة الحجر : ٩٧ و ٩٨.
(٧) الانعام : ٣٣.
(٨) فتعدوا. كا. أقول : هو موجود أيضا في نسخة مخطوطة من تفسير القمى.
(٩) على ذكر الهى كا.
(١٠) ق : ٣٨ و ٣٩.
(١١) ثم بشر في عترته بالائمة. كا.
(١٢) الصحيح كما في المصحف الشريف : وجعلنا منهم.
(١٣) السجدة : ٢٤.
(١٤) من الجسد. كا.