ثم إن بشيرا كفر ولحق بمكة وأنزل الله في النفر الذين أعذروا بشيرا وأتوا النبي صلىاللهعليهوآله ليعذروه « ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شئ وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما (١) » فنزل (٢) في بشير وهو بمكة : « ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا » (٣).
وفي تفسير النعماني بإسناده الذي يأتي في كتاب القرآن عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : إن قوما من الانصار كانوا يعرفون ببني ابيرق ، وساق الحديث نحوا مما رواه علي ابن إبراهيم أولا (٤).
___________________
(١) النساء : ١١٣.
(٢) فنزلت خ ل وفى المصدر : ونزلت.
(٣) تفسير القمى : ١٣٨ ـ ١٤٠ ، والاية في سورة النساء : ١١٥.
(٤) تفسير النعمانى : ٩٢ ـ ٩٤ ، أقول : حيث أن ألفاظه يخالف كثيرا ، ما تقدم من تفسير القمى فنورد متن الخبر لمزيد الفائدة ، قال : إن قوما من الانصار كانوا يعرف ببنى ابيرق وكانوا من المنافقين قد أظهروا الايمان وأسروا النفاق ، وهم ثلاثة إخوة يقال لهم : بشر ومبشر وبشير ، وكان بشر يكنى أباطعمة ، وكان رجلا خبيثا شاعرا ، قال : فنقبوا على رجل من الانصار يقال له : رفاعة بن زيد بن عامر ، وكان عم قتادة بن النعمان الانصارى ، وكان قتادة ممن شهد بدرا ، فأخذوا له طعاما كان أعده لعياله وسيفا ودرعا ، فقال رفاعة لابن أخيه قتادة : إن بنى ابيرق قد فعلوا بى كذا وكذا ، فلما بلغ بنو ابيرق ذلك جاؤا إليهما وقالوا لهما : إن هذا من عمل لبيد بن سهل ، وكان لبيد بن سهل رجلا صالحا شجاعا بطلا إلا أنه فقير لا مال له ، فبلغ لبيدا قولهم فأخذ سيفه وخرج إليهم ، وقال لهم : يابنى ابيرق أترموننى بالسرقة وأنتم أولى به منى؟ والله والله لتبينن ذلك أو لامكنن سيفى هذا منكم ، فلم يزالوا يلاقونه حتى رجع عنهم وقالوا له : أنت برئ من هذا ، فجاء قتادة بن النعمان إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : بأبى أنت وامى إن أهل بيت منا نقبوا على عمى وأخذوا له كذا وكذا وهم اهل بيت سوء ، وذكرهم بقبيح ، فبلغ ذلك بنى ابيرق فمشوا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله ومعهم رجل من بنى عمهم يقال له : اشتر بن عروة وكان فصيحا خطيبا ، فقال : يارسول الله إن قتادة بن النعمان عمد إلى أهل بيت منا لهم حسب ونسب وصلاح ، ورماهم بالسرقة ، وذكرهم بالقبيح ، وقال فيهم : غير الواجب ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن كان