قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بحار الأنوار [ ج ١٤ ]

بحار الأنوار

بحار الأنوار [ ج ١٤ ]

الاجزاء

تحمیل

بحار الأنوار [ ج ١٤ ]

106/528
*

إلى ملكه وأخذ ذلك الشيطان فحبسها في صخرة وألقاها في البحر ، فهؤلاء قالوا : قوله : « وألقينا على كرسيه جسدا » هو جلوس ذلك الشيطان على كرسيه عقوبة له ، ثم قال : واعلم أن أهل التحقيق استبعدوا هذا الكلام من وجوه :

الاول : أن الشيطان لو قدر على أن يتشبه بالصورة والخلقة بالانبياء فحينئذ لايبقى اعتماد على شئ قطعا ، فلعل هؤلاء الذين رأوهم الناس في صورة محمد وموسى و عيسى (ع) ماكانوا أولئك ، بل كانوا شياطين تشبهوا بهم في الصورة ، (١) ومعلوم أن ذلك يبطل الدين بالكلية.

الثاني : أن الشيطان لو قدر على أن يعامل نبي الله تعالى بمثل هذه المعاملة لوجب أن يقدر على مثلها مع جميع العلماء والزهاد ، وحينئذ وجب أن يقتلهم ويمزق تصانيفهم ويخرب ديارهم.

الثالث : كيف يليق بحكمة الله وإحسانه أن يسلط الشيطان على أزواج سليمان ، (٢) ولاشك أنه قبيح.

الرابع : لو قلنا : إن سليمان عليه‌السلام أذن لتلك المرأة في عبادة تلك الصورة فهذا كفر منه ، وإن لم يأذن فيه فالذنب على تلك المرأة ، فكيف يؤاخذ الله سليمان عليه‌السلام بفعل لم يصدر عنه؟! (٣) وقال السيد قدس الله روحه : أما مارواه القصاص الجهال في هذا الباب فليس مما يذهب على عاقل بطلانه ، وأن مثله لايجوز على الانبياء عليهم‌السلام ، وأن النبوة لاتكون في خاتم يسلبها الجني ، وأن الله تعالى لايمكن الجني من التمثل بصورة النبي ولا غير ذلك مما افتروا به على النبي. (٤)

أقول : ثم ذكر رحمه الله وجوها ذكر الطبرسي رحمة الله عليه مختصرا منها مع غيرها ، منها : أن سليمان عليه‌السلام قال يوما في مجلسه : لاطوفن الليلة على سبعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاما يضرب بالسيف في سبيل الله ، ولم يقل : إن شاء الله ، فطاف

__________________

(١) في المصدر هنا زيادة وهي : لاجل الاغواء والاضلال.

(٢) وكيف يجعله فقيرا حتى يتكفف؟!

(٣) مفاتيح الغيب ٧ : ١٣٦.

(٤) تنزيه الانبياء : ٩٥.