ويتساءلون أيضاً!
لماذا كل هذا الحرص من الله ـ سبحانه وتعالى ـ على هذا الإنسان بالذات؟ فتعطّل من أجله القوانين الطبيعية (١) ، وئفعل المستحيل لإطالة عمره والاحتفاظ به لليوم الموعود ، فهل عقمت البشرية عن إنتاج القادة الأكفاء؟ ولماذا لا يترك اليوم الموعود لقائد يولد (٢) مع فجر ذلك اليوم ، وينمو كما ينمو الناس ، ويمارس دوره بالتدريج حتى يملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلما وجوراً؟
ويتساءلون أيضاً!
إذا كان المهدي اسما لشخص محدّد هو ابن الإمام الحادي عشر (٣) من أئمة
__________________
أ ـ إنه ليس مستحيلأبالمعنى المنطتي ، بل هوفي دائرة الإمكان.
ب ـ إنه ليس مستحيلاً عادة؟ لوقوع نظاثر ذلك فعلاًً كما نصّ القرآن الكريم في مسألة نوح عليهالسلام في قوله تعالى : ( فلَبثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَاماً) العنكبوت : ١٤.
(١) إن تعطيل القوانين الطبيعية قد حدث مرارأ بالنسبة إلى معاجز الأنبياء عليهمالسلام ، وهذا أمز ضروري من الدين لا مجال لنكرانه فإذا أخبر بذلك من وجبت تصديقه جاز بلا خلاف.
(٢) هذا إشارة إلى عقيدة طوائف من إخواننا أهل السنّة. راجع : التاج الجامع للأصول ٥ : ٣٦٠ ا الامثى.
(٣) هذا التساؤل أثير من قبل ويثار اليوم ، بأساليب مختلفة ، وكلها تستند إلى موهومات وافتراضات لا تقوم على أساسٍ من العلم ، بل هي مجرد تشكيكات ، ومحاولات بائسة للفرار من أصل القضية ولوازمها الضرورية ، فهي لا تعدو أن تكون أشبه بتشكيكات الماديين عندما جوبهوا بأدلة العقل والمنطق والعلم فما يتعلق بالله تعالى ، فلجأوا إلى تساؤلات ساذجة تحكي عدم إيمانهم بما قامت عليه الأدلة الوفيرة ، نظير قولهم : لو كان موجوداً فلماذا لا نراه؟ ولماذا لايفعل كذا وكيت؟
وهكذا شأن هؤلاء ، فعندما جوبهوا بالأدلة المنطقية والروايات المتواترة في مسألة المهدي المنتظر مما أطبق عليه الخاص والعام وبما لايسع المرء إنكاره ، لجأوا إلى التشكيك في أنه لم يعرف