(
أَوَمَن
كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ
كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا
) .
أما الأخرون الذين يرتكسون في حمأة
الجهل الى آذانهم وينتكسون في بؤرته على رؤوسهم ، ولا يستجيبون لدعوة الحق ، ولا يصيحون لنصيح العقل ، اما هؤلاء فليسوا من الانسانية في شيء وان اشبهوا الاناسين في السمات والحقوا بهم في العداد.
(
إِنَّ
شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ
) .
والعجماوات إنما خلقت لتأكل وتشرب وتنمو
وتلد ثم لتُسرج وتُركب أو تذبح وتؤكل ، وحواسها وغرائزها المودعة فيها تدرجها في هذا الطريق وتوفي بها على الغاية ، اما ابن آدم فقد خلق لتكاليف اخرى في هذه الحياة.
والدواب البشرية تترك سبيلها الذي
طرّقته لها الطبيعة واعدتها له الحكمة ، وتهرع مع البهائم زاعمة أن سبيلها هو الرشيد. نعم وتكب تهتدي بهديها وتأتي مثل اعمالها وقد عرف الاستعمار ماتنتظر هذه المخلوقات فأعد البرذعة وشحذ السكين.
إن الحواس في ابن آدم نوافذ يتصل منها
نور الحياة بنور العقل وترتبط حركات الكون بحركات الفكر ، فاذا لم يؤد الانسان بحواسه هذه الوظيفة فقد سد على عقله منافذ النور وعطل حواسه عن الانتفاع.
وما كان الانسان ليملك أن يوصد هذه الابواب
لو ان عقله كان حرّ
__________________