الاحياء ، وفي خصائص كل نوع وفي مميزات كل نصف وفي حكمة كل جزء وفي غاية كل موجود.
كل أولاء يجب النظر فيه لتثبيت العقيدة في دين الإسلام ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة في القرآن ، وقد اطلع القاريء على عدد منها في الفصول السابقة.
العقيدة في صورتها معرفة ولابد للمعرفة من الدليل.
وهي بعد استكمالها ايمان ولابد في الايمان الرسوخ.
وهي عند إثمارها عمل ولابد في العمل من الاخلاص.
وهذا هو هيكل العقيدة التي يبتغيها الإسلام من كل مسلم.
يريد منه أن يعرف حتى لا يساوره في معرفته ريب ، وأن يؤمن حتى لا تعروه في إيمانه ذبذبة ، وأنه يخلص حتى لايخامره في أعماله ولا في صفاته فسوق ولا رياء.
يريد منه أن يكون صورة ماثلة شاخصة للقوة والثبات والصدق في عرفانه وفي إيمانه ثم في سلوكه وأعماله وصفاته وسماته
( إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَٰئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ ) (١).
هذا التجنيد الكامل للعواطف والمشاعر والغرائز والأخلاق والسرّ والعلانية للايمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله ، هذا هو الايمان الصادق الذي يبتغيه الإسلام من أتباعه.
__________________
١ ـ الحجرات ، الآية ١٥.