كما يسلم بعضنا على بعض ، أفلا نسجد لك؟ قال : لا ينبغي أن يسجد لاحد من دون الله ، ولكن أكرموا نبيكم واعرفوا الحق لاهله ، فنزلت. (١)
وفي قوله تعالى : « كيف يهدي الله » قيل : نزلت في رجل من الانصار يقال له الحارث بن سويد بن الصامت وكان قتل المحذر بن زياد البلوي غدرا وهرب وارتد عن الاسلام ولحق بمكة ثم ندم فأرسل إلى قومه أن يسألوا رسول الله صلىاللهعليهوآله هل لي من توب فسألوا فنزلت الآيات إلى قوله : « إلا الذين تابوا » فحملها إليه رجل من قومه ، فقال : إني لاعلم أنك لصدوق ، وأن رسول الله لاصدق منك ، وأن الله تعالى أصدق الثلاثة ، ورجع إلى المدينة وتاب وحسن إسلامه ، وهو المروي عن أبي عبدالله عليهالسلام ، وقيل : نزلت في أهل الكتاب الذين كانوا يؤمنون بالنبي صلىاللهعليهوآله قبل مبعثه ثم كفروا بعد البعث حسدا وبغيا. (٢)
وفي قوله تعالى : « كل الطعام كان حلا » أنكر اليهود تحليل النبي صلىاللهعليهوآله لحوم الابل فقال صلىاللهعليهوآله : كل ذلك كان حلالابراهيم عليهالسلام ، فقالت اليهود : كل شئ نحرمه فإنه كان محرما على نوح وإبراهيم وهلم جرا حتى انتهى إلينا ، فنزلت. (٣)
وفي قوله تعالى : « لم تصدون عن سبيل الله » قيل : إنهم كانوا يغرون بين الاوس والخزرج يذكرونهم الحروب التي كانت بينهم في الجاهلية حتى تدخلهم الحمية و العصبية فينسلخوا عن الدين فهي في اليهود خاصة ، وقيل : في اليهود والنصارى ، و معناها : لم تصدون بالتكذيب بالنبي وأن صفته ليست في كتبكم. (٤)
وفي قوله تعالى : « لن يضروكم إلا أذى » قال مقاتل : إن رؤوس اليهود مثل كعب بن الاشرف وأبي رافع وأبي ياسر وكنانة وابن صوريا عمدوا إلى مؤمنيهم كعبدالله ابن سلام وأصحابه فأنبوهم على إسلامهم ، فنزلت. (٥)
وفي قوله تعالى : « ليسوا سواء » قيل : لما أسلم عبدالله بن سلام وجماعة قالت
____________________
(١) مجمع البيان ٢ : ٤٦٦.
(٢) مجمع البيان ٢ : ٤٧١.
(٣) ٢ : ٤٧٥.
(٤) ٢ : ٤٨٠.
(٥) ٢ : ٤٨٧.