النواصب. (١) فقال : « ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب » اليهود والنصارى « ولا المشركين » ولا من المشركين الذين هم نواصب يغتاظون لذكر الله وذكر محمد وفضائل علي عليهالسلام ، وإبانته عن شريف فضله ومحله « أن ينزل عليكم من خير من ربكم » من الآيات الزائدات في شرف محمد وعلي وآله ما الطيبين عليهم صلوات الله وسلامه ، ولا يودون أن ينزل دليل معجز من السماء يبين عن محمد صلىاللهعليهوآله وعلي عليهالسلام ، (٢) فهم لاجل ذلك يمنعون أهل دينهم من أن يحاجوك مخافة أن تبهرهم حجتك (٣) وتفحمهم معجزاتك فيؤمن بك عوامهم أو يضطربون على رؤسائهم ، فلذلك يصدون من يريد لقاءك يا محمد ، ليعرف أمرك (٤) بأنه لطيف خلاق ساحر اللسان ، لا تراك ولا يراك خير لك ، وأسلم لدينك ودنياك ، فهم بمثل هذا يصدون العوام عنك.
ثم قال الله عزوجل : « والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم » (٥) على من يوفقه لدينه ويهديه إلى موالاتك وموالاة أخيك علي بن أبي طالب عليهالسلام. قال فلما قرعهم بهذا رسول الله صلىاللهعليهوآله حضره منهم جماعة فعاندوه ( فكذبوه خ ل ) وقالوا : يا محمد إنك تدعي على قلوبنا خلاف ما فيها ، ما نكره أن ينزل عليك حجة تلزم الانقياد لها فننقاد ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : أما إن عاندتم محمدا ههنا فستعاندون رب العالمين إذا أنطق صحائفكم بأعمالكم ، وتقولون : ظلمتنا الحفظة وكتبوا علينا ما لم نجترمه ( نجزمه خ ) فعند ذلك يستشهد جوارحكم فتشهد عليكم.
فقالوا : لا تبعد شاهدك فإنه فعل الكذابين ، بيننا وبين القيامة بعد ، أرنا في أنفسنا ما تدعي لنعلم صدقك ، ولن تفعله لانك من الكذابين.
____________________
(١) في المصدر : ان الله تعالى ذم اليهود والنصارى والمشركين والنواصب.
(٢) أضاف في المصدر : وآلهما.
(٣) في نسخة : أن تقهرهم بحجتك.
(٤) في نسخة : ليعرفوهم أمرك. وفى نسخة ليغروهم بك.
(٥) الموجود في المصدر هكذا : « والله يختص برحمته » وتوفيقه لدين الاسلام وموالاة محمد وعلى « من يشاء والله ذو الفضل العظيم » على من يوفقه لدينه.