المختار
والموالي
لقد جاء الإسلام للقضاء على عبودية
الإنسان لأخيه الإنسان ، فعمد إلى ترسيخ هذا المبدأ الأساس على ما هو حدّي ، ولا
تساهل فيه على الإطلاق ، ويتمثّل ذلك في كون العبودية المتناهية هي للّه وحده ، وليس
لأي أحد من خلقه أن يمتلك البشر. ولأنّ الرقّ كان أمرا طبيعيا وسائدا في المجتمع
الجاهلي ، شأنه شأن الخمرة. فقد اعتمد الإسلام من خلال القرآن الكريم وسنّة النبي
محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، لذلك
الأسلوب التدريجي حتى ينتزع من عرب الجاهلية ما كان راسخا في عقولهم من تفشّي
الرقّ بينهم.
فجعل على سبيل المثال ، عتق العبيد
طريقا إلى الخلاص من عقابه سبحانه وتعالى ، حيث جاء في الذكر الحكيم قوله عزّوجلّ :
« فَلاَ اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ
* وَمَا
أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ * فَكُّ رَقَبَةٍ
» .
كما جعل من العتق كفّارة للذنوب. وفرضها
على الذين يخالفون أحكام الدين ، كما فرض الصدقات وإطعام المساكين.
عن أبي عبد اللّه عليهالسلام : «أنَّ رجلاً من بني فهد كان يضرب
عبدا له ، والعبد يقول : أعوذ باللّه ، فلم يقلع عنه ، فقال : أعوذ بمحمد ، فأقلع
الرجل
__________________