العظيم ، وكان
المختار مقيما حينئذ في المدائن ، وأرسل إليه أيضا برؤوس ابن زياد وقوّاده ، ودخل
ابن الأشتر الموصل ، وبعث أخاه ـ لأمه ـ عبد الرحمن بن عبد اللّه ليتولّى أمور
نصيبين. واستطاع فيها أن يسيطر على سنجار ، كما ولّى زفر بن الحارث ، مدينة
قرقيسيا ، وحاتم بن النعمان على حران ، وأقام ابن الأشتر في الموصل يحكمها باسم
المختار .
وقد مدح الشعراء ابن الأشتر بانتصاره ، وأنشده شاعره « عبيد اللّه بن عمرو » قصيدة
أشاد فيها بفوزه جاء في أولها :
اللّه أعطاك المهابة والتقى
|
|
وأحلّ بيتك في العديد الأكثر
|
وأقرّ عينك يوم وقعة خازر
|
|
والخيل تعثر بالقنا المتكسّر
|
وهكذا أراد اللّه أن ينتقم من قتلة سيد
الشهداء عليهالسلام ، فَقُتلوا
جميعا ـ إلاّ من هرب ـ في مثل اليوم الذي لقى فيه استشهاده قبل ذلك بنحو خمس سنوات
، فسبحان المنتقم الجبار.
ولما وصلت الرؤوس إلى المختار ، وضع رأس
ابن زياد في سلة وبعث به إلى محمد بن الحنفية وعلي بن الحسين السجّاد عليهالسلام ، وسائر بني هاشم في الحجاز فلما رأى
علي بن الحسين عليهماالسلام
، رأس عبيد اللّه بن زياد ، ترحّم على الحسين عليهالسلام
، وقال : « أتى عبيد اللّه بن زياد برأس الحسين عليهالسلام
، وهو يتغدّى ، وأتيت برأس عبيد اللّه ونحن نتغدّى ».
ولم يبقَ أحد من بني هاشم إلاّ قام
خطيبا ، وأطنب في الثناء على المختار والدعاء له وجميل القول فيه ، وكان ابن عباس
يقول : «أصاب بثأرنا
__________________