الأرض العريضة حتى قتله وقتل أهل بيته ، فواللّه ما عمل فرعون بنجباء بني إسرائيل ما عمل ابن مرجانة بأهل بيت رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الذين أذهب اللّه عنهم الرجس وطهّرهم تطهيرا ، قد جاءكم اللّه به وجاءه بكم. فواللّه إنّي لأرجو أن لا يكون اللّه جمع بينكم في هذا الموطن وبينه إلاّ ليشفي صدوركم بسفك دمه على أيديكم. فقد علم اللّه أنكم خرجتم غضبا لأهل بيت نبيكم » (١).
وهكذا سار في الناس في الميمنة والميسرة ، فرغّبهم في الجهاد ، وحرّضهم على القتال. ثم رجع حتى نزل تحت رايته. وأمر الناس بالزحف.
وبدأت المعركة بين الجيش الأموي ، وجيش المختار وذلك في مطلع سنة ٦٧ للهجرة في أوائل شهر محرم (آب سنة ٦٨٦م). وحمى وطيس القتال وسقطت كثرة من القتلى من الجانبين ، واستطاع جيش المختار أن يحوز النصر رغم أن عدد جيش الشام كان يبلغ عشرة أضعاف عدد الجيش المختاري ، بفضل مهارة قائدهم ، وبفضل حماسة الجند لا سيّما الشيعة منهم ، وسقط رؤساء جند الشام قتلى ، وقتل الكلب اللعين ابن اللعين عبيد اللّه بن زياد قاتل الإمام الحسين بن علي عليهماالسلام ، وقتل الحصين بن نمير السكوني الذي حاصر ابن الزبير في الكعبة في أواخر عهد يزيد بن معاوية وكان المختار إلى جانب ابن الزبير أثناء الحصار ، كما قتل أيضا من كبار قواد الشام شرحبيل بن ذي الكلاع ، واحتز ابن الأشتر رأس ابن زياد ثم حرق جثته ، وبعد هزيمة جند الشام تتبعهم جند المختار ، فسقط عدد كبير في نهر خازر غرقى ، واستولى المختاريون على كثير من الغنائم ، وبعث ابن الأشتر إلى المختار يبشره بالنصر
__________________
(١) الكامل ٤ : ١١٠.