وَنَاصِرُ مَنْ
إلَيْك أَوَى ، وَمعينُ مَنْ بِكَ اسْتَعْدَى ، وَكاَفي مَنْ بِكَ اسْتَكْفَى ،
أَنْتَ العَزِيزُ الذي لا تُمَانَعُ عَمَّا تَشَاءُ ، وَلا قُوَّةَ إلاَّ بِاللهِ
وَهُوَ حَسْبي ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ .. » .
وكشف هذا الدعاء ، عما كان يعانيه
الامام عليهالسلام من المحن
والخطوب ، من خصمه الارهابي الظالم ، فقد دعا عليه الامام ، بهذا الدعاء الشديد ،
مع العلم أنه ليس من سيرة أئمة أهل البيت عليهمالسلام
الانتقام من الظالمين لهم ، وإنما كانوا يقابلونهم بالصفح والاحسان ، ولكن هذا
الظالم قد بالغ في إرهاق الامام ، ولم يترك لونا من ألوان الاعتداء إلا جابهه به ،
فلذا دعا الامام عليهالسلام
عليه بهذا الدعاء.
٥ ـ دعاؤه الثاني في
القنوت
كان الامام عليهالسلام يدعو بدعاء آخر في قنوته ، وقد دعا فيه
على ظالم له ، وهذا نصه :
« يا مَأْمَنَ الخَائِفِ ، وَكَهْفَ
اللَّائِفِ ، وَجُنَّةَ العَائِذِ ، وَغَوْثَ اللائِذِ ، خَابَ مَنِ اعْتَمَدَ على
سِوَاكَ ، وَخَسِرَ مِنْ لَجَأَ إلى دُونِكَ ، وَذَلَّ مَنِ اعْتَزَّ بِغَيْرِكَ ،
وَافْتَقَرَ مَنِ اسْتَغْنَى عَنْكَ ، اللّهُمَّ ، المَهْرَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ
، المَطْلَبُ مِنْكَ ، اللّهُمَّ ، وَقَدْ تَعْلَمُ عَقْدَ ضَمِيِري عِنْدَ
مُنَاجَاتِكَ ، وَحَقِيقَةَ سَرِيرَتي عِنْدَ دُعَائِكَ ، وَصِدْقَ خَاِلصَتي
بِاللُّجُوءِ إلَيْكَ ، فَأَفْزِعْني إذَا فَزِعْتُ إلَيْكَ ، وَلا تَخْذُلْني
إذَا اعْتَمْدتُ عَلَيْكَ ، وَبَادِرْني بِكِفَايَتِكَ ، وَلا تَسْلُبْني رِفْقَ
عِنَايَتِكَ ، وَخُذْ ضَالَّتي السَّاعَةَ ، السَّاعَةَ ، أَخْذَ عَزِيزٍ
مُقْتَدِرٍ عَلَيْهِ ، مُسْتِأْصِلٍ شَأْفَتَهُ ، مُجْتَثٍّ قَائِمَتَهُ ، حَاطٍّ
دَعَامَتَهُ ، مُتَبِّرٍ لَهُ ، مُدَمرٍ عَلَيْهِ.
__________________