مناسكنا
، وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم .. »
.
إن دعاء إبراهيم ، ودعاء ولده إسماعيل ،
إنما هو دعوة إلى التكامل الانساني ، ودعوة إلى التحرر ، من النزعات الشريرة ،
ودعوة للظفر بالخير ، بجميع صورة ومفاهيمه.
ـ ٤ ـ
واهتم أئمة أهل البيت عليهمالسلام ، بالادعية إهتماما باغلا ، لانها بلسم
للنفوس الحائرة في متاهات هذا الكون ، كما أنها في نفس الوقت ، خير ضمان لردع
النفوس ، عن غيها وطيشها.
وبلغ من اهتمام أئمة الهدى عليهمالسلام ، بهذا التراث الروحي ، أنهم خلفوا
ثروة هائلة ، من الادعية النفيسة ، فقد ذكر السيد الجليل ، نادرة زمانه ، السيد
ابن طاووس ، ان خزانة مكتبته تحتوي على ثماني مائة كتاب من الادعية ، أثرت عن
الائمة الطاهرين .
ومن الطبيعي ، أن هذا الزخم من الادعية
، ينم عن معرفتهم الكاملة بالله تعالى ، فقد أبصروه بقلوبهم المشرفة ، وعقولهم
النيرة .. تدبروا في آيات الله ، وأمعنوا النظر في عجائب هذا الكون ، وتأملوا في
خلق هذا الانسان ، فآمنوا بالله إيمانا لا يخامره أدنى شك ، وكان من مظاهر إيمانهم
الوثيق ، أنهم إذا قاموا للصلاة بين يدي الله تعالى ، ترتعد فرائصهم ، وتتغير الوانهم
، وقد قيل للامام الحسن سبط رسول الله صلىاللهعليهوآله
، وريحانته في ذلك ، فأجاب سلام الله عليه : « حق على من وقف بين يدي رب العرش ،
ان ترتعد فرائصه ، ويصفر لونه .
__________________