الجملة الخبريّة
هنا هو الإنشاء والطلب وجعل الحكم لا الإخبار والحكاية كما سيأتي.
القسم
الأوّل : الطلب هو السعي نحو المقصود ، فإن كان سعيا مباشرا كالعطشان يتحرّك نحو
الماء فهو طلب تكويني. وإن كان بتحريك الغير وتكليفه فهو طلب تشريعي.
الطلب لغة : هو
السعي نحو المقصود.
وهو على قسمين :
الأوّل
: الطلب التكويني ،
وذلك بأن يكون السعي نحو المقصود سعيا مباشرا من نفس الطالب والمريد كما في
العطشان الذي يطلب الماء ، فإنّه إذا سعى نحوه بنفسه وقام بتحصيله بتحرّك منه ذاتا
كان طلبه للماء تكوينا. وبمعنى آخر أن يكون الطالب والمريد هو الذي يحصّل الغرض
بنفسه ويتحرّك نحوه.
الثاني
: الطلب التشريعي ،
وذلك بأن يكون السعي نحو المقصود بتحريك الغير وتكليفه كما في أوامر السادة مع
عبيدهم والرئيس مع المرءوسين ، فإنّه يحرّكهم ويدفعهم نحو تحقيق الغرض الذي يريده
ويطلبه. فكان الطالب والمريد غير المتحرّك والساعي نحو تحصيل الغرض.
والطلب التشريعي بدوره
يقسم إلى قسمين :
الأوّل
: الطلب التشريعي
من العالي حقيقة ، سواء كان متظاهرا في علوّه أم لم يكن متظاهرا في ذلك.
الثاني
: الطلب التشريعي
من العالي ادّعاء ، وهو من يتظاهر بالعلوّ مع كونه ليس عاليا حقيقة.
ولا
شكّ في دلالة مادّة الأمر على الطلب بمفهومه الاسمي ، ولكن ليس كلّ طلب ، بل الطلب
التشريعي من العالي.
ثمّ إنّ مادّة
الأمر تدلّ على الطلب بمعنى كونها موضوعة لغة للطلب ، كما أنّها موضوعة لغيره على
نحو الاشتراك اللفظي كما تقدّم.
إلا أنّ المادّة
ليست موضوعة لمطلق الطلب الشامل للتكويني والتشريعي ، بل هي موضوعة للطلب التشريعي
، وكذلك للطلب التشريعي الذي يكون من العالي حقيقة لا العالي ادّعاء.