الأمرية غير الوجودية كالملازمات والوجوب والامتناع والامكان ونحوها.
وقد عبّر السيد الشهيد عن ذلك بأنّ لوح الواقع والتصديق أوسع من لوح الوجود كما في التصديق بالقضايا السالبة العدمية.
ونحن لا ندخل الآن في تحليل حقيقة تلك القضايا التي تسمّى بالمعقولات الثانوية في الفلسفة ، ومعنى كون لوح الواقع أو التصديق أوسع من لوح الوجود وإنّما الذي أدركه بوجداني هنا أنّ مدركات العقل العملي ليست من سنخ التصديقات أصلاً حتى نفس الأمرية ، فإنّ التصديق هو الكشف عمّا هو خارج الذهن سواء كان أمراً وجودياً أم واقعياً نفس أمرياً بينما حسن العدل وقبح الظلم ليس إلاّعبارة عن انبغاء العدل وعدم انبغاء الظلم والذي بالتحليل يرجع إلى ميل العقل وشوقه ورغبته وارادته للعدل وكراهته ونفرته عن الظلم فطبيعة القضايا العقلية العملية طبيعة التحسين والترغيب أو التقبيح والتنفر ، والعقل ليس شأنه مجرّد الادراك بمعنى الكشف عن الواقع كما قالوا ، بل له شأن آخر مهم جداً هو التقييم الذي يرجع إلى باب الابتهاج العقلي والبغض والنفرة والاشمئزاز كذلك ولنعبر عنه بالعشق والابتهاج والكره والاشمئزاز العقليين كما عبّر العرفاء.
والمنبه على هذا الكلام انّ الانبغاء واللاانبغاء قضيتان من سنخ القضايا المجعولة ومبادئها من الارادة والكراهة وما تستبطنان من البعث والزجر ، فالفرق بين هذه القضايا العملية والقضايا النظرية سواءً الوجودية أو الواقعية النفس الآمرية كالفرق بين القضية المتعلق بها الارادة والكراهة والقضية المتعلق بها التصديق والكشف.
ومنبه آخر : انّ مفهومي الحسن والقبح المحمولين في هذه القضايا كمفهوم