« ادعُ إلى سَبِيلِ
رَبّكَ بِالحِكمةِ والموعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلهُم بِالتي هِيَ أحسَنُ »
.
والحوار يختلف حسب اختلاف المعتقدات ،
فهو يتركّز على المفاهيم والافكار مع غير المسلمين ، وعلى اثارة العواطف مع
المسلمين الذين آمنوا بالاسلام فكرا وعاطفة وسلوكا.
فقد كان حوار رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم مع المشركين حول التوحيد والنبوّة
واليوم الآخر ، أمّا حواره مع المسلمين فقد كان حول الممارسات العملية باثارة
عواطفهم اتجاه الافكار والمفاهيم الإسلامية لتجسيدها في الواقع العملي ، فحينما
وزّع صلىاللهعليهوآلهوسلم الاموال على
المؤلفة قلوبهم ، اعترض الانصار وكثر الكلام ، فحاورهم رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم قائلاً : « أما ترضون أن يذهب
الناس بالأموال ، وتذهبون بالنبي إلى رحالكم ... لولا الهجرة لكنت أمرأً من
الأنصار ... » ، فبكى القوم حتى
اخضلوا لحاهم ، وقالوا : رضينا باللّه ربّا ورسوله قسما .
سابعا : الاقتداء :
من الثوابت في حركة الناس أنّهم يقتدون
بمن له القدرة على التأثير على عقولهم وقلوبهم وإراداتهم ، وأصحاب القدرة هم
الشخصيات التي يحترمهم الناس ، ويكرمونهم ، ويبجّلونهم ، وهم الطبقة العليا في
المجتمع ، كالرؤساء والقادة وجميع من يتصدر المناصب الحساسة السياسية والدينية
والاجتماعية.
__________________