بالمعروف والنهي عن المنكر مع سائر الواجبات الشرعية ، كما ورد في سورة الحج (١) ، وسورة لقمان (٢).
ثانيا : الروايات الشريفة :
الروايات الدالة على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مستفيضة ومتواترة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم وأهل بيته عليهمالسلام ، وقد أكدت السيرة على ذلك ، حتى أصبح سكوت المعصوم عليهالسلام عن عمل معينٍ دليلاً على جوازه ، فلو كان محرّما لنهى عنه ، وكانت سيرة المعصومين عليهمالسلام تجسيدا للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى اللّه تعالى ، بتصحيح اعتقاد الناس وتربية نفوسهم وتهذيب سلوكهم.
عن حذيفة عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم أنّه قال : « الإسلام ثمانية أسهم : الإسلام سهم ، والصلاة سهم ، والزكاة سهم ، والصوم سهم ، وحج البيت سهم ، والأمر بالمعروف سهم ، والنهي عن المنكر سهم ، والجهاد في سبيل اللّه سهم ، وقد خاب من لا سهم له » (٣).
فقد عدّ رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في جملة الواجبات وجعل الخيبة والخسران نتيجة لمن لا سهم له.
وسلب صلىاللهعليهوآلهوسلم صفة الإسلام والإيمان ممّن لا يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر فقال : « ليس منّا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقّر كبيرنا ، ويأمر
__________________
١) سورة الحج : ٢٢ / ٤١.
٢) سورة لقمان : ٣١ / ١٧.
٣) الترغيب والترهيب ٣ : ٢٣٢.