فجعل
أعلاه أسفله وأسفله أعلاه » .
فيبدأ الانقلاب بالفكر ثم العاطفة ثم
السلوك ، فيعود الإنسان والمجتمع إلى حياة الاوهام والخرافات ، ويعيش أواصر الضلال
والظلمات ، ثم تنقلب عاطفته فيوالي من أمره اللّه تعالى بالتبري منهم ، وفي السلوك
حيث يعيش الانحراف والانحطاط والرذيلة.
قال رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم : « كيف بكم إذا فسدت نساؤكم ، وفسق شبابكم ، ولم
يأمروا بمعروفٍ ولم ينهوا عن منكر
» ، فقيل له : ويكون ذلك يا رسول اللّه؟ ، فقال : « نعم ، وشرُّ من ذلك ، فكيف بكم
إذا آتيتم المنكر ونهيتم عن المعروف؟ » ، فقيل له : يا رسول اللّه ويكون ذلك ،
فقال : « نعم ،
وشرُّ من ذلك كيف بكم إذا رأيتم المعروف منكرا ، والمنكر معروفا
».
فتنقلب المفاهيم والقيم والموازين ،
ويكون هذا الانقلاب هو الحاكم على تقييم الاحداث والمواقف والوجودات ، وتقوم
الحياة على أساسه ، فلا يبقى مأمن من اضطراب الأهواء واختلاف الامزجة ، وتصادم
المصالح والمنافع.
خامسا : سيطرة الأشرار على
مقاليد الاُمور :
التخلي عن أداء الأمر بالمعروف والنهي
عن المنكر ، يؤدي إلى ازدياد عدد المنحرفين والأشرار ، وانحسار عدد الصالحين
والاخيار ، ويؤدي إلى خلق الظروف الملائمة لتمادي المنحرفين والاشرار في انحرافهم
وشرّهم إثر غياب الرادع لهم ، والمتابع عليهم زلاتهم وفسادهم ، حيث يأمنون من
__________________