بالمعرفة . وعليه ،
فالفطرة ليست مقصورة على التوحيد ، بل إن جميع المبادئ الحقّة هي من الأُمور الّتي
فطر الله تعالى الإنسان عليها » .
وربما يتصوّر أنّ التوجّه إلى تلك القوة
الغيبية ، من قبيل التوجه إلى الوهم والخيال ، ولكننا نقول : إنّه لا يمكن أن يكون
توجّه الخلائق كلّها نحو تلك القوة الغيبية وليد الوهم والخيال ، وأنّ جميع البشر
قد أخطأوا في هذا الأمر الواضح ؛ لأنّ الوهم والاشتباه لا يمكن أن يتصوّر في كلّ
الإنسانية . ولماذا يكون الدين فقط من الوهم والخيال والاشتباه ، لماذا لا يكون
الحبّ أيضاً وهماً وخيالاً ؟!. ولماذا لا تكون القيم والمبادئ والعدالة أيضاً
وهماً وخيالاً.
لقد برهنا سابقاً على بطلان تلك
النظريات الوضعية واخفاقها في تفسير ظاهرة التدين.
وما أجمل تلك القصة الّتي أوردها الله
تعالى في القرآن ، لإثبات أنّ الدين أمر فطري ، وهي قصة تصور رحلة الإيمان التي
خاضها إبراهيم الخليل عليهالسلام
، ليُعرِّف قومه أنّ التوجّه إلى الله أمر فطري.
يذكر الشهيد المطهري في كتابه ( الفطرة
) هذه القصة قائلاً : إن قصة إبراهيم في القرآن تشير إلى هذه الطريقة في الاستدلال
، وإنّ من جوانب إعجاز القرآن أنّه اختار قصة إبراهيم هذه ، فإبراهيم عليهالسلام كان من أقدم الأنبياء ، قبل المسيحية
واليهودية ، والقصة قصة إبراهيم نفسه.
شاب يرى نجماً منيراً فيقول : « هذا ربي
» ، وقد يقولها بلهجة استفهام ، أو تقرير ، ثمّ يرى أنّه أفل ، فيدرك أن ما يجده
في نفسه من
__________________