التوجيه الصحيح ،
فمن الناس من يعبد الله تعالى ويعتقد بأنّه الخالق وحده ، ولا شريك له في الوجود ،
وهو ربّ العالمين ، ومالك يوم الدين ، وهو دين التوحيد والإسلام ، وقد فسّرت بعض
أحاديث أهل البيت عليهمالسلام
الفطرة بهذا المعنى.
فقد ورد في ( أُصول الكافي ) عن زرارة ،
قال : سألت أبا عبدالله عليهالسلام
عن قول الله عزَّ وجلَّ : (
فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي
فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ). قال : « فطرهم جميعاً على التوحيد » .
إلاّ أنه قد وردت أيضاً أحاديث تؤكّد
مصداقاً أعمّ وهو الإسلام ، الذي يدخل تحته التوحيد قطعاً ، قال الإمام الخميني
تعليقا على الحديث المتقدّم: « وهنا لا بدَّ من معرفة أن الفطرة ، وإنْ فُسِّرتْ
في هذا الحديث الشريف وغيره من الأحاديث بالتوحيد ، إلاّ أن هذا هو من قبيل
المصداق ، أو التفسير بأشرف أجزاء الشيء ، كأكثر التفاسير الواردة من أهل بيت
العصمة عليهمالسلام ، وكلّ مرّة
تفسّر بمصداق جديد ، بحسب مقتضى المناسبة ، فيحسب الجاهل أنّ هناك تعارضاً ، والدليل
على أن المقام كذلك هو أنّ الآية الشريفة تعتبر « الدين » هو « فطرة الله » مع أنّ
الدين يشمل التوحيد والمبادئ الأُخرى.
وفي صحيحة عبدالله بن سنان فُسّرت
الفطرة على أنّها تعني « الإسلام » . وفي حسنة زرارة فُسّرت « بالمعرفة » . وفي
الحديث المعروف : « كل مولود يولد على الفطرة » جاءت في قبال « التهوّد » و «
التنصّر » و « التمجّس » كما أن الإمام الباقر عليهالسلام
في حسنة زرارة المذكورة فسّرها
__________________