ومن هذا العرض يتبين لنا : أن الفطرة هي تلك القوة التي أودعها الله في الإنسان وأبدعه عليها ، وهي التي تدفعه نحو الله تعالى ، والقيم والأخلاق والسيرة الفاضلة.
الفرق بين الفطرة والطبيعة والغريزة
ولكي لا يختلط الامر بين الاصطلاحات الثلاثة نوضح كل منها وبشكل مختصر :
١ ـ الطبيعة : « وهي كلمة تطلق على الخصائص الذاتية للأشياء ، وتستعمل عادةً بشأن الجمادات ، وقد تستعمل بشأن الأحياء كذلك ـ فعندما نريد أن نشير إلى طبيعة الأوكسجين مثلاً نقول : إنه قابل للاشتعال. أما الإنسان والحيوان فإن لهما طبيعة تمثل خصائصهما الذاتية ، كما للجماد كذلك » (١).
٢ ـ الغريزة : « هذه الكلمة تستعمل في الأكثر بشأن الحيوانات ، وفي الأقل بشأن الإنسان ، ولا تستعمل بشأن الجماد والنبات » (٢).
والغريزة عبارة عن محركات أولية للسلوك ، ومن الغرائز : غريزة التماس الطعام ، والغريزة الجنسية ، وغريزة الهروب من الأمر المخوف ، والغريزة الوالدية ، والتجمعية إلى آخره.
ومن الملاحظ أن بعض هذه الغرائز يستهدف إشباع حاجات داخلية للجسم ، كغريزة التماس الطعام ، وبعضها يوجد من أجل التعامل مع البيئة
__________________
(١) علم النفس التحليلي / د . بيكدلي : ٢٩ ، علم النفس العام / د . عيسوي : ٤٥.
(٢) كتاب الفطرة / المطهري : ٢١.