والخضوع والطاعة له.
أمّا إذا قلنا : « دان بالشيء » أي اتخذه ديناً ومذهباً ، أي : اعتقد وتخلق به ، فالدين هنا بمعنى المذهب والطريقة ، الّتي يسير عليها المرء ، نظرياً وعملياً.
إذن « ان كلمة الدين عند العرب تشير إلى علاقة بين طرفين ، يعظم أحدهما الآخر ويدين له . فإذا وصف بها الطرف الأوّل ، كانت خضوعاً وانقياداً ، وإذا وصف بها الطرف الثاني ، كانت أمراً وسلطاناً ، وحكماً وإلزاماً ، وإذا نظر بها إلى الرباط الجامع بين الطرفين ، كانت هي الدستور المُنظِّم لتلك العلاقة ، والمظهر الذي يعبر عنها » (١).
هكذا تعرفنا على المعنى اللغوي للدين ، وبقي علينا ان نحدد المعنى الاصطلاحي من أنحاء متعددة.
المعنى الاصطلاحي للدين
مما ينبغي الاشارة إليه ان التعريفات الاصطلاحية ، لكثير من القضايا الخارجية ، والمفاهيم والمعاني الفكرية وغيرها ، تخضع لفكر الإنسان وفلسفته عن تلك القضايا ، فأولئك الذين يتبنّون المنهج المادي ولا يؤمنون بعالم الغيب ، نجدهم يفسرون الكثير من القضايا تفسيراً ينسجم مع ذلك الإيمان المادي ، في حين أن أصحاب المنهج الالهي لهم تفسير مخالف لاُولئك الماديين ، ومن هنا نشأت تعريفات مختلفة للدين تبين معناه.
ونحن سنذكر بعض تلك التعريفات ، مع مناقشة بعضها ، بما يتلاءم مع طبيعة البحث :
__________________
(١) الدين / محمد عبدالله دراز : ٣١.