فتلكأ عمر بن سعد على ابن زياد وكره محاربة الحسين.
فقال له ابن زياد : فاردد علينا عهدنا ، قال : فأسير إذا! فسار في أصحابه اولئك الذين ندبوا معه إلى الري ودستبي حتّى وافى الحسين ، وانضمّ إليه الحرّ بن يزيد في من معه.
ثمّ قال عمر بن سعد لقرّة بن سفيان الحنظلي : انطلق إلى الحسين فسله ما أقدمك؟ فأتاه ، فأبلغه.
فقال الحسين : أبلغه عنّي أنّ أهل المصر كتبوا إليّ يذكرون ألاّ إمام لهم ، ويسألوني القدوم عليهم ، فوثقت بهم ، فغدروا بي بعد أن بايعني منهم ثمانية عشر ألف رجل ، فلمّا دنوت فعلمت غرور ما كتبوا به إليّ أردت الانصراف إلى حيث منه أقبلت ، فمنعني الحرّ بن يزيد ، وسار حتّى جعجع بي في هذا المكان ، ولي بك قرابة قريبة ورحم ماسّة فأطلقني حتّى انصرف!
فرجع قرّة إلى عمر بن سعد بجواب حسين بن علي ، فقال عمر : الحمد لله ، والله إنّي لأرجو أن أعفى عن محاربة الحسين.
ثمّ كتب إلى ابن زياد بخبره ذلك ، فلمّا وصل كتابه إلى ابن زياد كتب إليه في جوابه :
قد فهمت كتابك ، فأعرض على الحسين البيعة ليزيد ، فإذا بايع في جميع من معه ، فأعلمني ذلك ليأتيك رأيي.
فلمّا انتهى كتابه إلى عمر بن سعد قال : ما أحسب ابن زياد يريد العافية.
فأرسل عمر بن سعد كتاب ابن زياد إلى الحسين ، فقال الحسين للرسول : لا أجيب ابن زياد إلى ذلك أبدا! فهل [ ٧٣ ـ ب ] هو إلاّ بالموت فمرحبا به!
فكتب عمر بن سعد إلى ابن زياد بذلك ، فغضب ، فخرج بجميع أصحابه إلى النخيلة ، ثمّ وجّه الحصين بن نمير ، وحجّار بن أبجر ؛ وشبث بن ربعي ، وشمر بن ذي الجوشن ليعاونوا عمر بن سعد على أمره.
فأمّا شمر فنفذ لمّا وجّهه له ، وأمّا شبث فاعتلّ بمرض ، فقال له ابن زياد : أتتمارض؟ وإن كنت في طاعتنا فاخرج إلى قتال عدوّنا ، فلما سمع شبث ذلك خرج ؛ ومعه أيضا الحرث بن