وبقوله ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ ) وبقوله ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَكَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ ) ولذلك قال بعده ( ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعائِرَ اللهِ فَإِنَّها مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ ) ومعنى قوله تعالى ( وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنا مَنْسَكاً ) مواضع النسك لا نفس النسك الذي هو فعلها فليس للمخالفين أن يتعلقوا بذلك ونبّه بقوله تعالى ( لَنْ يَنالَ اللهَ لُحُومُها وَلا دِماؤُها وَلكِنْ يَنالُهُ التَّقْوى مِنْكُمْ ) على ان الذي ينتفع به الاخلاص دون صورة العمل ونبه بقوله ( إِنَّ اللهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ ) على ان ذلك من قبل العبد لأنه لو كان من خلقه تعالى لما جاز أن لا يحبه ولا يريده.
[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( لَهُدِّمَتْ صَوامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَواتٌ ) كيف يصح هدم الصلوات؟ وجوابنا ان المراد أماكن الصلوات في غير المساجد ثمّ أتبعه بذكر المساجد ومثل ذلك مفهوم كقوله ( وَكَمْ قَصَمْنا مِنْ قَرْيَةٍ ) الى ما شاكل ذلك ولذلك قال بعده ( يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللهِ كَثِيراً ).
[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ) كيف يصحّ ذلك وفي جملة المؤمنين من يغلب؟ وجوابنا ان النصر على وجوه فلا بد فيمن ينصر ربّه بالطاعة والجهاد أن يكون الله تعالى ناصره ببعض الوجوه هذا والغلبة على المؤمن لا تخرجه عن أنه المنصور لأنه المحمود العاقبة.
[ مسألة ] وربما قيل في قوله تعالى ( وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلا نَبِيٍّ إِلاَّ إِذا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ ) ما الفائدة في ذلك ولا رسول إلاّ وهو نبيّ عندكم؟ وجوابنا ان معنى وصف الرسول بأنه نبي إثبات ما يختص به من الرفعة العظيمة فلما كانت الفائدة في ذلك
تنزيه القرآن (١٨)