فكبّر الربّان
وقال : هذه والله أعلام الزاهرة ومنائرها وجدرانها قد بانت ، ثمّ سرنا حتّى تضاحى النهار.
فقدمنا ( شريعة
الزاهرة ، فصعدنا فرأينا ) مدينة لم تر العيون أحسن منها ، ولا أخفّ على القلب ، ولا
أرقّ من نسيمها ، ولا أطيب من هوائها ، ولا أعذب من مائها ، وهي ساكتة البحر ، على جبل من صخر أبيض كأنّه لون الفضّة البيضاء ، وعليها سور ممّا يلي البحر ، [ والبحر ] محيط بها ، والأنهار مخترقة في وسطها ، يشرب
منها أهل الدور والأسواق وتأخذ منها الحمّامات والميض ، وفواضل الأنهار ترمي في البحر ، ومدى الأنهار فرسخ ونصف ( أو دونه ، تجري
من جبل هذا قدر ما بينه وبين المدينة ) ، وفي لخقوق ذلك الجبل بساتين
__________________