واستخلافهم هو أن
يملّكهم البلاد ويجعلهم أهلها...
ألا ترى إلىٰ إغزاء قريش المسلمين
في أُحد وغيرها ، وخاصّةً الخندق ، حتىٰ أخبر الله تعالىٰ عن جميعهم فقال : ( إِذْ جَاءُوكُم مِّن
فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ
الحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللهِ الظُّنُونَا * هُنَالِكَ
ابْتُلِيَ المُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيدًا
) . ثمّ إنّ الله ردّ الكافرين لم ينالوا خيراً ، وأمّن المؤمنين وأورثهم أرضهم وديارهم وأموالهم ، وهو المراد بقوله : (
لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ
فِي الأَرْضِ ). وقوله : (
كَمَا
اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ
) يعني بني
إسرائيل ، إذ أهلك الله الجبابرة بمصر ، وأورثهم أرضهم وديارهم .. وهكذا كان الصحابة مستضعَفين خائفين ، ثمّ إنّ الله تعالىٰ أمّنهم ومكّنهم وملّكهم ، فصحّ أنّ الآية
عامّة لأُمّة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم
غير مخصوصة ، إذ التخصيص لايكون إلاّ بخبر ممّن يجب له التسليم ، ومن الأصل المعلوم التمسّك بالعموم ) .
والثاني :
ماذكروه في سبب نزول الآية ، فإنّه منطبق تماما علىٰ ماذُكر آنفاً ، لايُساعد علىٰ تخصيصها في الخلفاء الأربعة أو بعضهم ، وإنْ كان فيه مايفيد تخصيصها بالنبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم
وأصحابه .
ففي رواية البراء ، قال : فينا نزلت
ونحن في خوف شديد.
__________________