أقول : الظاهر من هذا الحديث هو الامر بالنظافة
والحث على الاهتمام بها فانها من أركان الصحة والراحة وهما من النعم والرزق الذي
تجلبه هذه النظافة إذ ليس الرزق هو تحصيل المال فقط كما نتصوره ، والكسح هو الكنس
والفناء ساحة الدار.
وقال عليهالسلام
: اقلل من شرب الماء فانه يمد كل داء .
أقول : من المسلم طباً أن إكثار شرب
الماء لا سيما على الغذاء وبعضهم يقول حتى في اثناء الأكل مما يبطي الهضم في
المعدة بمعنى أنه يضعف عمل إفرازات الغدد المعدية الهاضمة ، فاذا إختل الهضم أختل
التغذي وإذا إختل التغذي لم يستفد البدن منه فيضعف ويصبح مستعداً لقبول أي عارض من
عوارض المرض ، وهذا هو مراد الإمام «ع» بقوله : يمد كل داء.
وقال «ع» : ينبغي للشيخ الكبير أن
لاينام إلا وجوفه ممتلئ من الطعام فانه أهدأ لنومه واطيب لنكهته .
اقول : من المشهور أن تقليل الطعام
ليلاً عند النوم من صالح المعدة ومما يهدئ الأعصاب ويريح النائم أما الشيخ الكبير
فانه لما كان لا يمكنه أن يأكل كثيراً بل لا يستطيع إلا المايعات والخفيف من
الاغذية كان هذا القليل المايع يهضم عنده بمدة قليلة لذلك فهو يحتاج إلى أن يأكل
هذا القليل بمدد متقاربة متعددة وعليه فاذا أكل الشيخ القليل ثم هضم في أثناء
النوم وخلت معدته ظهر عليه الضعف فلا يستقر في نومته ولأجل ذلك كان عليه أن لا ينام
إلا وهو ممتلئ الجوف ليهدأ نومه وتطيب نكهته.
وقال «ع» لعنوان البصري : إياك وأن تأكل
ما لا تشتهيه ، فانه يورث الحماقة والبله ، ولا تأكل إلا عند الجوع. وإذا أكلت فكل
حلالاً وسم بالله واذكر حديث رسول الله (ص) : ما ملأ آدمي وعاء شراً من بطنه ، فاذا
كان ولا بد فثلث
__________________