لا أحسن من العربية كلمة ، فسلّمت بالسنديّة فردّ عليّ بلغتي ، فجعلت أكلّمه بالسنديّة وهو يجيبني بالسنديّة ، فقلت له : إنّي سمعت بالسند إنّ لله حجّة في العرب فخرجت إلى الطلب ، فقال ـ بلغتي ـ : « نعم » ، ثمّ قال : « فاسأل عمّا تريد » ، فسألته عمّا أردته ، فلمّا أردت القيام من عنده قلت : إنّي لا أحسن من العربيّة فادع الله أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها ، فمسح يده على شفتيّ فتكلّمت من وقتي بالعربيّة (١).
ومنها : ما روي عن إبراهيم بن موسى ـ وكان يؤمّ في مسجد الرضا بخراسان ـ قال : ألححت على الرضا عليهالسلام في شيء طلبته منه ، فخرج يستقبل بعض الطالبيّين وجاء وقت الصلاة ، فمال إلى قصر هناك ، فنزل تحت صخرة بقرب القصر وأنا معه وليس معنا ثالث ، فقال : « أذّن ».
فقلت : ننتظر يلحق بنا أصحابنا.
فقال : « غفر الله لك ، لا تؤخّرنّ صلاة عن أوّل وقتها إلى آخر وقتها من غير علّة عليك ، ابدأ بأوّل الوقت ».
فأذّنت وصلّينا ، فقلت : يا ابن رسول الله ، قد طالت المدّة في العدة التي وعدتنيها وأنا محتاج وأنت كثير الشغل ولا أظفر بمسألتك كلّ وقت ، قال : فحكّ بسوطه الأرض حكّا شديدا ، ثمّ ضرب بيده إلى موضع الحكّ فأخرج سبيكة ذهب ، فقال : « خذها بارك الله لك فيها وانتفع بها واكتم ما رأيت ». قال : فبورك لي فيها حتّى اشتريت بخراسان ما كانت قيمته سبعين ألف دينار ، فصرت أغنى الناس من أمثالي (٢).
ومنها : ما روي عن أبي محمّد الغفاري قال : لزمني دين ثقيل فقلت : ما للقضاء غير سيّدي ومولاي أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهالسلام ، فلمّا أصبحت أتيت منزله
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٩ : ٥٠ ، ح ٥١ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٣٤٠ ، ح ٥.
(٢) المصدر السابق ٤٩ : ٤٩ ، ح ٤٩ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ، ح ٢.