مكان كذا وكذا ، فقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك ، والثلثان لابني هذا إن علمت أنّه من مواليك وأوليائك ، وإن كان مخالفا فخذه إليك فلا حقّ للمخالفين في أموال المؤمنين ، ثمّ سألته أن يصلّي عليها وأن يتولّى أمرها ، ثمّ صارت المرأة ميتة كما كانت » (١).
ومنها ما روي عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليهالسلام قال : « أقبل أعرابيّ إلى المدينة ليختبر الحسين عليهالسلام لما ذكر من دلائله ، فلمّا صار بقرب المدينة ، [ خضخض ودخل المدينة ] فدخل على الحسين عليهالسلام ، فقال له أبو عبد الله الحسين عليهالسلام : « أما تستحيي يا أعرابيّ ، أن تدخل على إمامك وأنت جنب؟ » : فقال : أنتم معاشر العرب إذا دخلتم خضخضتم ، فقال الأعرابيّ قد بلغت حاجتي ممّا جئت فيه ، فخرج من عنده فاغتسل ورجع إليه فسأله عمّا كان في قلبه » (٢).
ومنها : ما روي عن الصادق عن آبائه عليهمالسلام قال : « إذا أراد الحسين عليهالسلام أن ينفذ غلمانه في بعض أموره ، قال لهم : لا تخرجوا يوم كذا اخرجوا يوم كذا ، فإنّكم إن خالفتموني قطع عليكم طريقكم فخالفوه مرّة وخرجوا فقتلهم اللصوص وأخذوا ما معهم ، واتّصل الخبر إلى الحسين عليهالسلام فقال : لقد حذّرتهم فلم يقبلوا منّي ، ثمّ قام من ساعته ودخل على الوالي ، فقال الوالي : بلغني قتل غلمانك فآجرك الله فيهم.
فقال الحسين عليهالسلام : فإنّي أدلّك على من قتلهم فاشدد يدك بهم ، وقال الوالي : أو تعرفهم يا بن رسول الله صلىاللهعليهوآله ؟ قال : نعم ، كما أعرفك وهذا منهم ، فأشار بيده إلى رجل واقف بين يدي الوالي ، فقال الرجل : ومن أين قصدتني بهذا؟ ومن أين تعرف أنّي منهم؟ فقال له الحسين عليهالسلام : إن أنا صدّقتك تصدّقني؟ قال : نعم ، والله لأصدّقنّك ؛ فقال : خرجت ومعك فلان وفلان ، وذكرهم كلّهم فمنهم أربعة من موالي المدينة
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٤٤ : ١٨٠ ـ ١٨١ ، ح ٣ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، ح ١.
(٢) المصدر السابق : ١٨١ ، ح ٤ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٤٦ ، ح ٢.