قبله ، رفع له منار من نور ينظر به إلى أعمال الخلائق ، فبهذا يحتجّ الله على خلقه » (١).
وفي خبر آخر عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام : « وإذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر وأنشئ فيها الروح بعث الله تعالى ملكا يقال له : حيوان ، فكتب على عضده الأيمن ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) ، وإذا وقع من بطن أمّه وقع واضعا يديه على الأرض رافعا رأسه إلى السماء ، فأمّا وضعه يديه على الأرض فإنّه يقبض كلّ علم لله أنزله من السماء إلى الأرض. وأمّا رفعه رأسه إلى السماء فإنّ مناديا ينادي به من بطنان العرش من قبل ربّ العزّة من الأفق الأعلى اسمه واسم أبيه يقول : يا فلان بن فلان ، اثبت تثبت ، فلعظيم ما خلقتك أنت صفوتي من خلقي وموضع سرّي وعيبة علمي وأميني على وحيي وخليفتي في أرضي ، لك ولمن تولاّك أوجبت رحمتي ومنحت جنّاتي وأحللت جواري ، ثمّ وعزّتي وجلالي لأصلينّ من عاداك أشدّ عذابي وإن وسّعت عليه في دنياي من سعة رزقي فإذا انقضى الصوت ـ صوت المنادي ـ أجابه هو واضعا يديه رافعا رأسه إلى السماء يقول : ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) (٢) ، قال : فإذا قال ذلك أعطاه الله العلم الأوّل والعلم الآخر واستحقّ زيارة الروح في ليلة القدر » (٣) إلى آخر الحديث.
وفي خبر آخر عن أبي عبد الله عليهالسلام : « فإذا قام بهذا الأمر رفع الله له في كلّ بلدة » (٤).
عليّ بن إبراهيم عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، قال : كنت أنا وابن فضّال جلوسا إذ أقبل يونس فقال : دخلت على أبي الحسن الرضا عليهالسلام فقلت : جعلت فداك قد أكثر
__________________
(١) « الكافي » ١ : ٣٨٧ ، باب مواليد الأئمّة عليهمالسلام ، ح ٢.
(٢) آل عمران (٣) : ١٨.
(٣) « الكافي » ١ : ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، باب مواليد الأئمّة عليهمالسلام ، ح ١.
(٤) المصدر السابق : ٣٨٧ ، ح ٣.