وإلى هذا المعنى
الذي أشار إليه عليهالسلام وهو مرادي في قولي : إنّه ملحق كلّ شيء من حرارته إلى
النار ومن هوائه إلى الهواء ... إلى آخره.
والحاصل : العاقل
المنصف يعرف من هذا الكلام ونحوه اعتقادي في ضميري وفي جميع كتبي ، ولعنة الله على
من يعتقد غير هذا الذي كتبته منّي ومن غيري ، والله على ما أقول وكيل ، وهو شاهد
عليّ ، وكفى بالله شهيدا ، وهو حسبنا ونعم الوكيل ، إن افتريته فعليّ إجرامي وأنا
بريء ممّا تجرمون ، وحسبي الله وكفى.
وكتب المسكين أحمد
بن زين الدين البحريني الأحسائي في ثامن ذي القعدة الحرام سنة ١٢٤٠ ».
أقول
: لا يخفى أوّلا : أنّ الكلمات المذكورة سابقا غير قابلة لذلك التأويل كما هو
الظاهر عند الإنصاف وعدم الاعتساف ، وواضح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
، وكان له إخلاص بالشرع السديد ، وليس مطيعا لهواه بل كان مطيعا لمولاه ، وليس ضعف
في إسلامه ودينه واعتقاده.
وثانيا
: أنّ بناء الشرع
على الظاهر ، والتأويل سيّما البعيد من غير قرينة متّصلة أو منفصلة أو نحو ذلك غير
مسموع حتّى بالنسبة إلى النقوش ظاهرا ، ولهذا يكفّر صاحب التأليف الباطل بتأليفه ،
وينسب إلى الكفر أو التسنّن أو التشيّع أو نحو ذلك أهل التأليف بتأليفه ، بل يمكن
دعوى كون ذلك سيرة العلماء والسابقين بل الأنبياء والمرسلين بالنسبة إلى التواريخ
، كما لا يخفى على المتتبّع المنصف الذي في قلبه حبّ الإيمان وخشية الرحمن.
نعم ، يصحّ أن
يقال : إنّ ذلك إن شاء الله ـ تعالى ـ رجوع عن الاعتقاد السابق وندامة ، وعند ذلك
كاف على القول بكفاية توبة المرتدّ الفطري في الطهارة والحكم بإسلامه ، كما هو
أصحّ المختار إن كان مثل ما ذكر توبة ، وعلم كونه عن اعتقاد ولو ظاهرا.
__________________