وفي آخر : « فما فوّضه الله إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فقد فوّضه إلينا » (١).
وفي باب أنّ الأئمّة يشبّهون بمن مضى ، وكراهية القول فيهم بالنبوّة : عن سدير ، قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام إنّ قوما يزعمون أنّكم آلهة يتلون بذلك علينا قرآنا ( وَهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِلهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ) (٢) ، فقال : « يا سدير ، سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء [ براء و ] برئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة إلاّ وهو ساخط عليهم ».
قال : وقلت : وعندنا قوم يزعمون أنّكم رسل ويقرءون علينا بذلك قرآنا ( يا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّباتِ وَاعْمَلُوا صالِحاً إِنِّي بِما تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ) (٣).
فقال : « يا سدير ، سمعي وبصري وشعري ولحمي ودمي من هؤلاء بريء ، وبرئ الله ورسوله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي ، والله لا يجمعني الله وإيّاهم يوم القيامة وهو ساخط عليهم ».
قال : قلت : فما أنتم؟ قال : « نحن خزّان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجّة البالغة على من دون السماء وفوق الأرض » (٤).
وروي في باب أنّ الأئمّة محدّثون : عن محمّد بن إسماعيل قال : سمعت أبا الحسن عليهالسلام يقول : « الأئمّة عليهمالسلام علماء صادقون مفهّمون محدّثون » (٥).
عن محمّد بن مسلم قال : ذكر المحدّث عند أبي عبد الله عليهالسلام ، فقال : « إنّه يسمع
__________________
(١) المصدر السابق : ٢٦٥ ـ ٢٦٦ ، ح ٢.
(٢) الزخرف (٤٣) : ٨٤.
(٣) المؤمنون (٢٣) : ٥١.
(٤) « الكافي » ١ : ٢٦٩ ـ ٢٧٠ ، باب في أنّ الأئمّة بمن يشبّهون ... ، ح ٦.
(٥) المصدر السابق ١ : ٢٧١ ، باب أنّ الأئمّة عليهمالسلام محدّثون مفهّمون ، ح ٣.