يا مولاي ، إنّي فقدته في بعض الطريق.
فقال له الإمام : « تعرفه إذا رأيته؟ » فقال : نعم ، فقال : « يا غلام ، أخرج الكيس الأزرق » ، فأخرجه فلمّا رآه الرجل عرفه ، فقال له الإمام : « إنّا احتجنا إلى ما فيه فأحضرناه قبل وصولك إلينا ».
فقال الرجل : يا مولاي ، إنّي ألتمس الجواب بوصول ما حملته إلى حضرتكم ، فقال له : « إنّ الجواب كتبناه وأنت في الطريق » (١).
ومن ذلك : ما رواه عبد الله بن الكاهلي قال : قال لي الصادق عليهالسلام : « إذا لقيت السبع فاقرأ في وجهه آية الكرسيّ ، وقل : عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة الرسول وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة عليّ أمير المؤمنين والأئمّة من بعده. فإنّه ينصرف عنك ».
قال : فخرجت مع ابن عمّ لي قادما من الكوفة فعرض لنا السبع ، فقرأت عليه ما علّمني مولاي ، فطأطأ رأسه ورجع عن الطريق ، فلمّا قدمت إلى سيّدي من قبل أن أعلمته بالخبر ، فقال : « أتراني لم أشهدكم؟ أنّ لي مع كلّ وليّ أذنا سامعة وعينا ناظرة ولسانا ناطقا » ، ثمّ قال : « يا عبد الله ، أنا والله صرفته عنكما ، وعلامة ذلك أنّكما كنتما على شاطئ النهر » (٢).
ومن ذلك : ما رواه أبو بصير قال أبو عبد الله عليهالسلام : « إنّ المعلّى بن خنيس ينال درجتنا ، وإنّ المدينة من قابل يليها داود بن عروة ويستدعيه ويأمره أن يكتب له أسماء شيعتي فيأبى فيقتله ويصلبه ، فينال بذلك درجتنا ».
فلمّا ولي داود المدينة من قابل أحضر المعلّى وسأله عن الشيعة ، فقال : ما أعرفهم ، فقال : اكتبهم لي وإلاّ ضربت عنقك ، فقال : أبالقتل تهدّدني؟ والله لو كانوا
__________________
(١) « مشارق أنوار اليقين » : ٩١ ـ ٩٢ ؛ « بحار الأنوار » ٤٧ : ١٥٦ ـ ١٥٧.
(٢) المصدر السابق.