فقال عليهالسلام : هل تعرفون أمير المؤمنين عليهالسلام؟ فقالوا : نعم ، فرفع سترا كان على باب البيت ، فقال عليهالسلام : انظروا ، فنظروا فإذا أمير المؤمنين عليهالسلام ، فقالوا : هذا أمير المؤمنين لا يشكّ فيه ونشهد أنّك خليفته حقّا وصدقا » (١).
فمن ذلك أنّه لمّا أراد الخروج إلى العراق ، قالت له أمّ سلمة : يا بنيّ ، لا تحزنّي بخروجك ، فإنّي سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآله [ يقول ] : « يقتل ولدي الحسين عليهالسلام بالعراق » ، فقال لها الحسين عليهالسلام : « يا أمّاه ، إنّي مقتول لا محالة وليس من الأمر المحتوم بدّ ، وإنّي لأعرف اليوم الذي أقتل فيه والحفرة التي أدفن فيها ، ومن يقتل معي من أهل بيتي وشيعتي ، وإن أردت أريك مضجعي ومكاني » ، ثمّ أشار بيده فانخفضت الأرض حتّى أراها مضجعه ومكانه (٢).
ومن ذلك من كتاب الراوندي أنّ رجلا جاء إلى الحسين عليهالسلام فقال : إنّ أمّي توفّيت ولم توص بشيء غير أنّها أمرتني أن لا أحدث في أمرها حدثا حتّى أعلمك يا مولاي ، فجاء الحسين عليهالسلام وأصحابه فرآها ميّتة ، فدعا الله ليحييها فإذا المرأة تتكلّم وقالت : ادخل يا مولاي ، ومرني بأمرك ، فدخل وجلس عليهالسلام وقال لها : « أوص يرحمك الله » ، فقالت : يا سيّدي ، إنّ لي من المال كذا وكذا وقد جعلت ثلثه إليك لتضعه حيث شئت ، والثلثان لابني هذا إن علمت أنّه من مواليك ، وإن كان مخالفا فلا حظّ للمخالف في أموال المؤمنين ، ثمّ سألته أن يتولّى أمرها وأن يصلّي عليها ، ثمّ صارت ميتة كما كانت (٣).
__________________
(١) « مشارق أنوار اليقين » : ٨٨ ؛ « بحار الأنوار » ٢٧ : ٣٠٣.
(٢) « مشارق أنوار اليقين » : ٨٨ ؛ « بحار الأنوار » ٤٤ : ٣٣١.
(٣) « الخرائج والجرائح » ١ : ٢٤٥ ـ ٢٤٦ ، ح ١ ؛ « مشارق أنوار اليقين » : ٨٨ ـ ٨٩ ؛ « بحار الأنوار » ٤٤ : ١٨٠ ـ ١٨١.