وقال : الحق أمّة جدّك فقد هلكت ، فقال : « إنّي خارج لأزيل الشكّ إن شاء الله تعالى ».
فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه ، وخرج الحسن عليهالسلام في نفر من أصحابه ، فلمّا بصر بالراهب ـ وقد مدّ يده ـ أمر بعض مماليكه أن يقبض على يده اليمنى ويأخذ ما بين إصبعيه ، ففعل وأخذ من بين سبّابتيه عظما أسود ، فأخذه الحسن عليهالسلام بيده ثمّ قال له : « استسق الآن » ، فاستسقى وكانت السماء متغيّمة فتقشّعت وطلعت الشمس بيضاء ، فقال الخليفة : ما هذا العظم يا أبا محمّد؟
قال عليهالسلام : « هذا رجل مرّ بقبر نبيّ من الأنبياء فوقع إلى يده هذا العظم وما كشف من عظم نبيّ إلاّ وهطلت السماء بالمطر » (١).
ومنها : ما روي عن أبي هاشم الجعفري قال : كنت عند أبي محمّد عليهالسلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن ، فدخل عليه رجل جميل طويل جسيم ، فسلّم عليه بالولاية فردّ عليه بالقبول وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي ، فقلت في نفسي : ليت شعري من هذا؟
فقال أبو محمّد عليهالسلام : « هذا من ولد الأعرابيّة صاحب الحصاة التي طبع آبائي فيها » ، ثمّ قال : « هاتها » ، فأخرج حصاة وفي جانب منها موضع أملس فأخذها وأخرج خاتمه فطبع فيها فانطبع ، وكأنّي أقرأ الخاتم الساعة : الحسن بن عليّ عليهالسلام فقلت لليماني : رأيته قطّ؟
قال : لا والله وإنّي منذ دهر لحريص على رؤيته حتّى كان الساعة أتاني شابّ لست أراه ، فقال : قم فادخل ، فدخلت ، ثمّ نهض وهو يقول : رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرّيّة بعضها من بعض ، أشهد أنّ حقّك لواجب كوجوب حقّ
__________________
(١) « بحار الأنوار » ٥٠ : ٢٧٠ ، ح ٣٧ ، نقلا عن « الخرائج والجرائح » ١ : ٤٤١ ـ ٤٤٢ ، ح ٢٣ ، و « مناقب آل أبي طالب » ٤ : ٤٢٥.