ثانياً : وضع المناهج التعليمية على اساس الحاجات الاجتماعية. فما فائدة العلم النظري الذي لا يساعد المجتمع الانساني على فهم المشاكل الاجتماعية ؟ فاذا كان النظام الاجتماعي مبتلياً بمشاكل التدخين مثلاً ، فيجب ان تساهم المؤسسات التعليمية بدراسة هذه الظاهرة وتدريس التلاميذ اضرار هذا الامر باستخدام مختلف العلوم التجريبية المبتكرة. واذا كانت البلاد مبتلية بارتفاع حوادث السيارات مثلاً ، فيجب ان تساهم المؤسسات العلمية في دراسة هذه المشكلة دراسة دقيقة ، والخروج بنتائج عملية ، كضرورة تعليم الطلبة في المدارس قيادة السيارات بامان مثلاً ، وتعليمهم نظام عبور المشاة ، وكيفية التوفيق بين الانسان والمكائن الحديثة في عالم اليوم. ومحاولة ربط العلوم الحديثة بالتغير الاجتماعي لها مدلولات ذات اثر عظيم في منفعة النظام الاجتماعي ، وما العلوم النظرية التي تدرس في المدارس الا وسيلة لفهم وتطوير العلوم التجريبية التي تخدم المجتمع. ولا شك ان النظام الاستكباري الرأسمالي لا يروقه تطبيق العلوم النظرية بما يناسب حاجات المجتمع الاسلامي ، لان ذلك التطبيق يساهم في تقديم النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي للاسلام ، ويُبرزْ تشجيع الاسلام للعلم والنظام باجلى صوره مما يؤدي الى اعجاب الانسانية المعذبة بمضمون الرسالة الاسلامية في ازالة التخلف والتبعية عن نفس الانسان ، وهذا ما يخشاه كل رأسمالي جشع يطمع في زيادة حصته من المال على حساب حصص الفقراء والجياع والبائسين والمحرومين.