المستقرة والبيت السليم بوجود الابوين يساعدان على استقرار شخصية الطفل وتهذيبها وتأديبها ، ويساهمان في تقدم الطفل في الميادين العلمية والاجتماعية. ولما كان النظام الرأسمالي لا يميز ، لحد الآن ، بين واجبات البيت وواجبات المدرسة التأديبية ، فكيف نتوقع من الطفل النمو والتطور عقلياً واخلاقياً ، خصوصاً اذا كان البيت لا يقوم بواجباته الاخلاقية ولا تقوم المدرسة بواجباتها التأديبية ؟ وهذا الاحباط في فهم دور البيت والمدرسة يُعدّ من اخطر مساوئ النظام التعليمي في الحضارة الرأسمالية الحديثة.
ولا نشك ان البيت في الاسلام هو مصدر الحب والرحمة والتهذيب والتأديب ، والمدرسة الاسلامية تشارك البيت في كلّ ذلك ، ولكنها اضافة الى ذلك لا تقدم للطالب علماً نظرياً فحسب ، بل تقدم له تفسيراً للمعاني الاخلاقية ، وتحليلاً للنظام الاجتماعي وواجبات الافراد وحقوقهم فيه. واذا كان الاب يقوم بدور المهذب والمؤدب لابنائه وبناته ، فان المعلم يقوم اضافة الى التعليم ، بدور مشابه لدور الاب في تقويم وتهذيب سلوك الطلاب.
ولا يقر الاسلام نظام تكافؤ الفرص فحسب ، بل يهيئ الافراد تهيئة شاملة للمنافسة العلمية القائمة على اساس الجهد والذكاء. فيزيل اولاً كل اسباب التعويق الاجتماعي لطلب العلم من فقر وعدم اشباع الحاجات الاساسية ، فيأخذ حقوق الفقراء ويرجعها اليهم ، ويلغي النظام الطبقي العائلي ، ويشبع حاجات الافراد جميعاً ويوفر لهم مستوىً واحداً من التعليم الابتدائي والثانوي لا يختلف فيه الفقير عن الغني. ثم يضع هؤلاء المتسابقين في ميدان العلم على خط البداية ، ويهتف بهم ، تسابقوا على بذل الجهد ، فان