الرشيد؟ فقال عليهالسلام : دعاء جدّي عليّ بن أبي طالب عليهالسلام ، ما دعا به وبرز الى عسكر إلاّ هزمه ولا الى فارس إلاّ قهره ، وهو دعاء كفاية البلاء. قلت : وما هو؟ فقال عليهالسلام : قل : اللهمّ بك اساور وبك احاول ، وبك أصول ، وبك أنتصر ، وبك أموت وبك أحيا ، أسلمت نفسي إليك وفوّضت أمري إليك ، لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم ، اللهمّ إنّك خلقتني ورزقتني وسورتني وسترتني من بين العباد بطاعتك وخوّلتني إذا هربت رددتني واذا عثرت أقلتني وإذا دعوتك أجبتني ، يا سيّدي ارض عنّي فقد أرضيتني (١).
وروي عن موسى بن جعفر عليهماالسلام أنّه قال : لمّا دخلت على هارون الرشيد سلّمت عليه فردّ عليّ السلام وقال : يا موسى بن جعفر خليفتان هاهنا يجبى إليهما الخراج.
فقلت : يا أمير المؤمنين اعيذك بالله أن تبوء بإثمي وإثمك وتقبل الباطل من أعدائنا علينا ، وقد علمت بأنّه قد كذب علينا عند قبض رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بما علم ذلك عندك ، فإن رأيت بقرابتك من رسول الله أن تأذن لي أنّ احدّثك بحديث. فقال : قد أذنت لك. فقلت : أخبرني أبي عن آبائه عن جدّي رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : « إنّ الرحم إذا مسّت الرحم تحرّكت واضطربت » فناولني يدك جعلني الله فداك. فقال : ادن ، فدنوت فأخذ بيدي ثمّ جذبني إلى نفسه وعانقني طويلا ثمّ تركني وقال : اجلس يا موسى فليس عليك بأس ، فنظرت إليه وإذا به قد دمعت عيناه فرجعت إليّ نفسي وقال : صدقت وصدق رسول الله جدّك صلىاللهعليهوآلهوسلم لقد تحرّك دمي واضطربت عروقي حتى غلبت عليّ الرقّة وفاضت عيناي وأنا اريد أن أسألك عن أشياء تلجلج في صدري منذ حين لم أسأل عنها أحدا ، فإن أنت أجبتني عنها خلّيت عنك ولم أقبل قول أحد فيك ، وقد بلغني أنّك لم تكذب قطّ فاصدقني فيما أسألك عنه ممّا في قلبي. فقلت : ما كان علمه عندي فإنّي مخبرك به إن كنت آمنتني فقال : لك الأمان إن أنت صدقتني وتركت التقيّة التي تعرفون بها يا بني فاطمة. فقلت : ليسأل أمير المؤمنين عمّا شاء. فقال : أخبرني بم فضّلتم علينا ، ونحن وأنتم
__________________
(١) عيون أخبار الرضا : ج ١ ص ٦٢ ـ ٦٤ ب ٧ ح ٥.