بالجنّة ، ما يمنعكم من ذلك إلاّ الضعف (١).
وقيل : إنّ جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء منهم إبراهيم بن محمّد بن على بن عبد الله بن عبّاس وأبو جعفر المنصور وعبد الله بن الحسن وابناه محمّد وإبراهيم وأرادوا أن يعقدوا لرجل منهم ، فقال عبد الله : هذا محمّد ابني هو المهدي.
فأرسلوا إلى جعفر بن محمّد ، فجاء وقال : لما ذا اجتمعتم؟ قالوا : لنبايع محمّد بن عبد الله فهو المهدي.
فقال جعفر : لا تفعلوا فإنّ هذا الأمر لم يأت بعد ، وليس هو بالمهدي.
فقال عبد الله : إنّما يحملك على هذا الحسد لابني.
فقال : والله ما يحملني ذلك ، ولكن هذا وأخوه وأبناؤهما دونكم. وضرب بيده على ظهر أبي العبّاس السفّاح.
ثمّ قال لعبد الله : ما هي إليك ولا إلى ابنيك ولكنّها لبني العبّاس ، وإنّ ابنيك لمقتولان. ثمّ نهض وقال : إنّ صاحب الرداء الأصفر ـ يعني أبا جعفر المنصور ـ يقتلهما.
فقال عبد العزيز بن عليّ : والله ما خرجت من الدنيا حتى رأيته قتلهما.
وانفضّ القوم ، فقال المنصور للصادق عليهالسلام : تتمّ الخلافة لي؟ فقال : نعم أقوله [ حقّا ] (٢).
وقال عبد الرزاق : حدّثنا مهلب بن قيس ، قال : قلت للصادق عليهالسلام : بأيّ شيء يعرف العبد إمامه؟ قال : بفعل هكذا ، ووضع يده على حائط فإذا الحائط هباء ، ثمّ وضع يده على اسطوانة فأورقت من ساعتها ، فقال : هنا معرفة الإمام (٣).
وقال إبراهيم بن سعيد : كنت عند الصادق عليهالسلام وقد أظلّتنا هاجرة شديدة فأظهر لنا ثلجا وعسلا ونهرا يجري في داره من غير حفر ، وذلك بالمدينة حيث
__________________
(١) بحار الأنوار : ج ٧٢ ص ٤٤ ب ٩٤ ذيل ح ٥٣.
(٢) بحار الأنوار : ج ٤٧ ص ١٢٠ باب ٢٧ ح ١٦٦.
(٣) دلائل الإمامة : ص ١١٤.