قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم

الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم

الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم

تحمیل

الدرّ النظيم في مناقب الأئمّة اللهاميم

528/832
*

وأنتم السادة الأعلون عندكم

علم الكتاب وما جاءت به السور

من لم يكن علويّا حين تنسبه

فماله في قديم الدهر مفتخر

وحدّث أبو جعفر محمّد بن عليّ بن سمعان ، عن جدّته ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لمّا ولد الحسين عليه‌السلام هبط جبرائيل عليه‌السلام في ألف ملك يهنئون النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم بولادته وكان ملك يقال له فطرس في جزيرة من جزائر البحر بعثه الله عزّ وجلّ في أمر من الامور فأبطا عليه فكسر جناحه ، فازيل عن مقامه واهبط إلى تلك الجزيرة ، فمكث فيها خمسمائة عام ، وكان صديقا لجبرائيل عليه‌السلام ، فلمّا مضى قال له : أين تريد؟ قال : ولد للنبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم مولود في هذه الليلة فبعثني الله في ألف ملك لاهنئنّه. قال : احملني إليه فلعلّه يشفع لي. فحمله ، فلمّا أدّى جبرائيل الرسالة ونظر النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم الى فطرس قال له : يا جبرائيل ما هذا؟ فأخبره بقصّته. فالتفت إليه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقال : امسح جناحك على المولود ـ يعني الحسين عليه‌السلام ـ فمسح جناحه فعاد الى حالته. فلمّا نهض قال له النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : الزم أرض كربلاء وأخبرني بكلّ من رأيته زائرا الى يوم القيامة.

قال : فذلك الملك يسمّى عتيق الحسين عليه‌السلام (١).

وحدّث عن صالح بن كيسان أنّه قال : لمّا قتل معاوية حجر بن عديّ وأصحابه حجّ ذلك العام فلقي الحسين بن عليّ عليهما‌السلام فقال له : يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعنا بحجر بن عديّ وأصحابه وأشياعه وشيعة أبيك؟ فقال : ما صنعت بهم؟ قال : قتلناهم وكفّنّاهم وصلّينا عليهم. فضحك الحسين عليه‌السلام فقال له : خصمك القوم يا معاوية ، ولكنّا لو قتلنا شيعتك ما كفّنّاهم ولا صلّينا عليهم ولا دبّرناهم ، ولقد بلغني وقيعتك في عليّ وقيامك بنقصنا واعتراضك بني هاشم بالعيوب ، فإذا فعلت ذلك فارجع الى نفسك وسلها الحقّ عليها ولها فإنّك تجدها أصغر عيبا ، فما أصغر عيبك فيك فقد ظلمناك به يا معاوية ، لا توترنّ قوسك ، ولا ترمينّ عرضك ، ولا ترمنا بالعداوة من مكان قريب ، فإنّك والله قد أطعت فينا رجلا ما قدم إسلامه ولا حدث

__________________

(١) المناقب لابن شهرآشوب : ج ٤ ص ٧٤.