البلاذري بسنده عن أحمد بن يحيى الجوني :
« قال سلمان الفارسي حين بويع أبو بكر « كرداذ وناكرداذ » ـ أي عملتم وما عملتم ـ لو بايعوا علياً لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم . » (١)
قال عمر لسلمان : أملك أنا أم خليفة . ؟
قال له سلمان : إن أنت جبيت من أرض المسلمين درهماً أو أقل أو أكثر ووضعته في غير حق ، فأنت ملك غير خليفة . فبكى عمر . (٢)
وكان إذا قيل له : ابن من أنت ؟ يقول : أنا سلمان بن الإسلام أنا من بني آدم . (٣)
صنع سلمان طعاماً لإخوانه ، فجاء سائل ، فأراد بعضهم أن يناوله رغيفاً ، فقال سلمان : ضع ، إنما دعيت لتأكل .
ثم قال : وما علي أن يكون لي الأجر ، وعليك الوزر . (٤) ولا يخفى ما في هذه الفقرة من الدقة الفقهية ، فللضيف الحق في أن يأكل هو ، ولا يجوز له التصرف في أكثر من ذلك إلا بإذن المضيّف . ولو تصرف المرء بمال غيره وتصدق به ، فإن الأجر يكون للمالك ، والوزر على المتصدق لأنه غاصب .
وروى الكشي بسنده عن أبي عبد الله عليه السلام قال :
تزوج سلمان إمرأةً من كندة ، فدخل عليها فإذا لها خادمة وعلى بابها عباءة .
فقال سلمان : إن في بيتكم هذا لمريضاً ، أو قد تحولت الكعبة فيه .
فقيل : إن المرأة أرادت أن تستر على نفسها فيه .
__________________
(١) : الأنساب / ٥٩١ .
(٢) : الكامل ٣ / ٥٩ .
(٣) : شرح النهج ١٨ / ٣٤ .
(٤) : الأنساب / ٥٩١ .