قال : نعم فبنى له . » (١)
« وقع بين سلمان الفارسي ورجل كلام وخصومة . فقال له الرجل : من أنت يا سلمان ؟ !
فقال ( رضي ) : أما أولي واولك فنطفة قذرة ! وأما آخري وآخرك فجيفة نتنة ! فإذا كان يوم القيامة ، ووضعت الموازين . فمن ثقلت موازينه فهو الكريم ، ومن خف ميزانه فهو اللئيم . » (٢)
وذكر المسعودي في مروج الذهب : أنه « كان يلبس الصوف ، ويركب الحمار ببرذعته بغير إكاف ويأكل خبز الشعير ، وكان ناسكاً زاهداً فلما احتضر بالمدائن قال له سعد بن أبي وقاص : أوصني يا أبا عبد الله .
قال : نعم . قال : اذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند لسانك إذا حكمت وعند يدك إذا قسمت ، فجعل سلمان يبكي ، فقال له : يا أبا عبد الله ما يبكيك ؟ قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يقول : إن في الآخرة عقبة لا يقطعها إلا المخفون ، وأرى هذه الأساود حولي .
فنظروا فلم يجدوا في البيت إلا إداوة وركوة ومطهرة » . (٣)
__________________
(١) : راجع المصدر السابق ، والإستيعاب ( على الإصابة ٤ / ٥٨ ـ ٥٩ ) .
(٢) : الدرجات الرفيعة / ٢١٢ .
(٣) : مروج الذهب ٢ / ٣٠٦ .