في قصورهم الذاتي عن أداء حق الربوبية ، وهذا نوع آخر أدق من الجميع .
ومن هنا يظهر أولاً : أن للقرآن مراتب من المعاني المرادة بحسب مراتب أهله ومقاماتهم ، وقد صور الباحثون عن مقامات الإيمان والولاية من معانيه ما هو أدق مما ذكرناه .
وثانياً : أن الظهر والبطن أمران نسبيان ، فكل ظهر بطن بالنسبة الى ظهره وبالعكس كما يظهر من الرواية التالية .
وفي تفسير العياشي عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن شيء من تفسير القرآن فأجابني ثم سألته ثانية فأجابني بجواب آخر ، فقلت : جعلت فداك كنت أجبت في المسألة بجواب غير هذا قبل اليوم ! فقال : يا جابر إن للقرآن بطناً وللبطن بطن ، وظهراً وللظهر ظهر ، يا جابر وليس شيء أبعد من عقول الرجال من تفسير القران ، إن الآية تكون أولها في شيء وأوسطها في شيء وآخرها في شيء وهو كلام متصل ينصرف على وجوه .
وفيه أيضاً عنه عليهالسلام في حديث قال : ولو أن الآية إذا نزلت في قوم ثم مات اولئك القوم ماتت الآية لما بقي من القرآن شيء ، ولكن القرآن يجري أوله على اخره ما دامت السموات والأرض ولكل قوم آية يتلونها هم منها من خير أو شر .
وفي المعاني عن حمران بن أعين قال : سألت أبا جعفر عليهالسلام عن ظهر القرآن وبطنه فقال : ظهره الذين نزل فيهم القرآن ، وبطنه الذين عملوا بأعمالهم ، يجري فيهم ما نزل في اولئك .
وفي تفسير الصافي عن عليّ عليهالسلام : ما من آية إلا ولها أربعة معان : ظاهر وباطن وحد ومطلع ، فالظاهر التلاوة ، والباطن الفهم ، والحد هو أحكام الحلال والحرام ، والمطلع هو مراد الله من العبد بها .
اقول
: المراد بالتلاوة ظاهر مدلول اللفظ بدليل
أنه عليهالسلام
عده من المعاني ، فالمراد بالفهم في تفسيره الباطن ما هو في باطن الظاهر من المعنى ، والمراد بقوله
: هو أحكام الحلال والحرام ظاهر المعارف المتلقاة من القرآن في أوائل المراتب أو أواسطها
في مقابل المطلع الذي هو المرتبة العليا ، او الحد والمطلع نسبيان كما أن الظاهر والباطن