وفي الدر المنثور أخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق الشعبي عن علي بن أبي طالب في قوله « إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة قال : كانت البيوت قبله ولكنه كان أول بيت وضع لعبادة الله .
أقول : ورواه أيضاً عن ابن جرير عن مطر مثله ، والروايات في هذه المعاني كثيرة .
وفي العلل عن الصادق عليهالسلام : موضع البيت بكة ، والقرية مكة .
وفيه أيضاً عنه عليهالسلام : إنما سميت بكة بكة لأن الناس يبكون فيها .
أقول : يعني يزدحمون .
وفيه عن الباقر عليهالسلام : إنما سميت مكة بكة لأنه يبك بها الرجال والنساء ، المرأة تصلي بين يديك ، وعن يمينك ، وعن شمالك ومعك ولا بأس بذلك إنما يكره ذلك في سائر البلدان .
وفيه عن الباقر عليهالسلام قال : لما أراد الله أن يخلق الأرض أمر الرياح فضربن متن الماء حتى صار موجاً ثم أزبد فصار زبداً واحداً فجمعه في موضع البيت ثم جعله جبلاً من زبد ثم دحى الأرض من تحته وهو قول الله : إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً ، فأول بقعة خلقت من الأرض الكعبة ثم مدت الأرض منها .
اقول : والأخبار في دحو الأرض من تحت الكعبة كثيرة ، وليست مخالفة الكتاب ، ولا أن هناك برهاناً يدفع ذلك غير ما كانت تزعمه القدماء من علماء الطبيعة أن الأرض عنصر بسيط قديم ، وقد بان بطلان هذا القول بما لا يحتاج إلى بيان .
وهذا تفسير ما ورد من الروايات في أن الكعبة أول بيت ( أي بقعة ) في الأرض وإن كان الظاهر من الآية ما تشتمل عليه الروايتان الاوليان .
وفي الكافي وتفسير العياشي عن الصادق عليهالسلام في قوله تعالى : فيه آيات بينات : أنه سئل ما هذه الآيات البينات ؟ قال : مقام إبراهيم حيث قام على الحجر فأثرت فيه قدماه ، والحجر الأسود ، ومنزل إسماعيل .
أقول : وفي هذا المعنى روايات أُخر ، ولعل ذكره هذه الامور من باب العد وإن لم تشتمل على بعضها الآية .