أو
الإلف والعادة من عقائد الوثنية والأفكار الموروثة منهم أو المأخوذة عنهم .
وثانياً
: أن اقتدار الكنيسة وخاصة كنيسة روما بلغ
بالتدريج في القرون الوسطى الميلادية إلى نهاية أوجه حتى كانت لهم سيطرة الدين والدنيا وانقادت لهم كراسي الملك بأوربا فكان لهم عزل من شاءوا ونصب من شاءوا
.
يروى أن البابا مرة أمر إمبراطور ألمانيا
أن يقف ثلاثة أيام حافياً على باب قصره في فصل الشتاء لزلة صدرت منه يريد ان يغفرها له
.
ورفس البابا مرة تاج الملك برجله حيث جائه
جاثياً يطلب المغفرة
.
وقد كانوا وصفوا المسلمين لأتباعهم وصفاً
لم يدعهم إلا أن يروا دين الإسلام دين الوثنية ؛ يستفاد ذلك من الشعارات والأشعار التي نظموها في استنهاض النصارى وتهييجهم
على المسلمين في الحروب الصليبية التي نشبت بينهم وبين المسلمين سنين متطاولة .
فإنهم كانوا
يرون أن المسلمين يعبدون الأصنام ، وأن لهم آلهة ثلاثة أسمائها على الترتيب « ماهوم » ويسمى بافوميد وماهومند وهو أول الآلهة ، وهو « محمد » وبعده « ايلين » وهو الثاني ، وبعده « ترفاجان » وهو الثالث ؛ وربما يظهر من بعض كلماتهم أن للمسلمين إلهين آخرين ، وهما « مارتوان » و « جوبين » ولكنهما بعد الثلاثة
المتقدمة رتبة ، وكانوا يقولون : إن محمداً بنى دعوته على دعوى الالوهية ، وربما قالوا
: إنه كان اتخذ لنفسه صنماً من ذهب .
وفي أشعار ريشار التي قالها لاستنهاض الإفرنج
على المسلمين : « قوموا وقلبوا ماهومند وترفاجان وألقوهما في النار تقرباً من إلهكم » .
وفي أشعار رولان في وصف « ماهوم » إله المسلمين
: « إنه مصنوع تاماً من الذهب والفضة ، ولو رأيته أيقنت أنه لا يمكن لصانع أن يصور في خياله أجمل منه ثم
__________________