الامور عليهم ، ثم اتفق مفاجأة أن ادعى أنه صرع وفي حال الصرع لمسه المسيح ولامه وزجره عن الإساءة إلى متبعيه وأنه آمن بالمسيح وأرسله المسيح ليبشر بانجيله .
وبولس هذا هو الذي شيد أركان النصرانية الحاضرة على ما هي عليها (١) فبني التعليم على أن الإيمان بالمسيح كاف في النجاة من دون عمل ، وأباح لهم أكل الميتة ولحم الخنزير ونهى عن الختنة وكثير مما في التوراة (٢) مع أن الإنجيل لم يأت إلا مصدقاً لما بين يديه من التوراة ، ولم يحلل إلا أشياء معدودة ، وبالجملة إنما جاء عيسى ليقوم شريعة التوراة ويرد إليها المنحرفين والفاسقين لا ليبطل العمل ويقصر السعادة على الإيمان الخالي .
وقد كتب لوقا إنجيله بعد إنجيل مرقس . وذلك بعد موت بطرس وبولس ، وقد صرح جمع بأن إنجيله ليس كتاباً إلهامياً كسائر الأناجيل (٣) كما يدل عليه ما وقع في مبتدء إنجيله .
وأما إنجيل يوحنا فقد ذكر كثير من النصارى أن يوحنا هذا هو يوحنا بن زبدي الصياد أحد التلاميذ الإثني عشر ( الحواريين ) الذي كان يحبه المسيح حباً شديداً (٤) .
وذكروا أن « شيرينطوس » و « أبيسون » وجماعتهما لما كانوا يرون أن المسيح ليس إلا إنساناً مخلوقاً لا يسبق وجوده وجود أُمه اجتمعت أساقفة آسيا وغيرهم في
__________________
(١) راجع مادة بولس من قاموس الكتاب المقدس .
(٢) راجع كتاب أعمال الرسل ورسائل بولس .
(٣) قال في أول إنجيل لوقا : « لأجل أن كثيرين راموا كتب قصص الامور التي نحن بها عارفون كما عهد الينا اولئك الأولون الذين كانوا من قبل معاينين وكانوا خداماً للكلمة رأيت أنا أيضاً إذ كنت تابعاً لكل شيء بتحقيق أن أكتب اليك أيها العزيز ثاوفيلا » ، ودلالته على كون الكتاب نظرياً غير إلهامي ظاهرة وقد نقل ذلك أيضاً عن مستر كدل في رسالة الالهام ، وصرح جيروم أن بعض القدماء كانوا يشكون في البابين الأولين من إنجيل لوقا وأنهما ما كانا في نسخة فرقة مارسيوني ، وجزم إكهارن في كتابه ص ٩٥ أن من ف ٤٣ الى ٤٧ من الباب ٢٢ من إنجيل لوقا الحاقية ، وذكر إكهارن أيضاً في ص ٦١ من كتابه : قد اختلط الكذب الروائي ببيان المعجزات التي نقلها لوقا والكاتب ضمه على طريق المبالغة الشاعرية لكن تمييز الصدق عن الكذب في هذا الزمان عسير ، وقول « كلي مي شيس أن متى ومرقس يتخالفان في التحرير وإذا اتفقا ترجح قولهما على قول لوقا » نقل عن قصص الأنبياء للنجار ـ ص ٤٧٧ .
(٤) راجع قاموس الكتاب المقدس مادة يوحنا .