قائمة الکتاب

    إعدادات

    في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
    بسم الله الرحمن الرحيم

    بحوث في الملل والنّحل [ ج ٤ ]

    بحوث في الملل والنّحل [ ج ٤ ]

    55/416
    *

    قال ابن رجب : قد امتحن واوذي مرات ، وحبس مع الشيخ تقي الدين في المدة الأخيرة بالقلعة منفرداً ، لم يفرج عنه إلاّ بعد موت الشيخ.

    وقد سقت هنا نماذج من كلمات أصحابه واضداده والمتحايدين في حقه ، ليعتبربها المغرورون به. على أنّ الخبر اليقين فيما يجده القارىء الكريم في حقه في هذا الكتاب ، وأرجو أن الحق لا يتعدى ما دللت عليه في حقه فيما كتبناه.

    وأحق الناس بالرثاء وأجدرهم بالترحّم من أفنى عمره في سبيل العلم منصاعاً لمبتدع يرديه من غير أن يتخيّر أُستاذاً رشيداً يهديه ، ومثله إذا دوّن أسفاراً لا يزداد بها إلاّ بسمعه ولا يبصر بعداً عن اللّه وأوزاراً ، وهو الّذي يصبح متفانياً في شيخه الزائغ بحيث لا يسمع إلاّ ببصره في جميع شؤونه ، ويبقى في أحط دركات الجهل من التقليد الأعمى ، ولو فكر قليلا لكان أدرك أنّ من السخف بمكان ، وضعه لشيخه في إحدى كفّتي الميزان ليوازن به جميع العلماء والفقهاء من هذه الأُمة في كفته الأُخرى فيزنهم ويغالبهم به فيغلبهم في علومهم!! وهذا ما لا يصدر من حافظ بعقله ، ولا سيما بعد التفكير في تلك المخازي من شواذه.

    نعم ، يمكن أن يكون عنده أو عند شيخه بعض تفوق في بعض العلوم على بعض مشايخ حارته ، أو أهل خطته أو قريته أو مضرب خيام عشيرته ، لكن لا يوجب هذا أن يصدق ظنه في حق نفسه أن جوّ هذه الأرض يضيق عن واسع فهومه ، وعرض هذه البحار لا يتّسع لزاخر علومه » (١).

    ١٧ ـ الشيخ سلامة القضا العزامي ( ت ١٣٧٩ هـ )

    قال : « بدأ ابن تيمية حياته بطلب العلم على ذكاء وتصالح ، ورفق به أكابر العلماء لأنّ اباه كان رجلا هادئاً وكان من بيت علم ، فساندوه وشجعوه وأثنوا عليه خيراً ، حتّى إذا أقبل عليه الناس بدأ يظهر بالبدع ، وأبطرته الغرة ، فتمادى في التعصب لآرائه ، وما زال يتلاعب به الهوى حتّى كان مجموعة بدع

    __________________

    ١ ـ تكملة السيف الصقيل ص ٤ ـ ٩.