١٣ ـ عبدالرحمن بن فيصل
ولما توفي عبداللّه أخذ أخوه عبدالرحمن الأمر بيده ، وأعلن نفسه أميراً خلفاً لأخيه عبداللّه ، ولم يطل الوقت حتّى اختلف عبدالرحمن مع أولاد سعود ، ومن جانب آخر جنحت قبائل نجد لمحمد بن الرشيد مع أنّه لم يكن وهابياً بل كان حليفاً للخليفة العثماني ، الّذي يتبع المذهب الحنفي ويستمد منه المال والسلاح (١).
ولما رأى عبدالرحمن قوة ابن الرشيد شعر أنّه بين أمرين : إمّا أن يحارب ابن الرشيد وإمّا أن يخضع له كموظف عنده ، ولا طاقة له على الأُولى ولا تطيقه نفسه على الثانية ، فلم يبق أمامه إلاّ الرحيل ، فرحل عن نجد بأهله سنة ١٣٠٩ هـ وظل منتقلا في الأمصار ، فذهب أولا إلى الأحساء ، ثمّ إلى الكويت ، ثمّ إلى قبائل بني مرة قرب الربع الخالي ، ثم إلى قطر ومنها عاد إلى الكويت ، واستقرّ فيها مع عائلته وأولاده; وكان عمر ولده عبدالعزيز عشر سنوات ، وعين له أمير الكويت الشيخ محمد بن الصباح مرتباً إلى أن خصصت له الدولة العثمانية ستين ليرة عثمانية في الشهر (٢).
فقطع ابن الصباح عنه المرتب ، وعاش هو وأفراد عائلته في شدة وضيق (٣) وبذلك انتهت الدولة السعودية الثانية.
يقول بعض المؤرخين : « إنّ الوهابية فقدت صيتها وبريقها لما توسّعت فوق طاقتها فانهزمت ، وهكذا خسروا الأرض والحركة الوهابية ».
لم يكرم الشيخ مبارك الصباح ضيافة آل سعود في الكويت ، فسكنوا ثلاث غرف من طين في أحد أزقة الكويت ، ومع ذلك كان آل سعود خلال إقامتهم في الكويت مدة سبعة أو ثمانية أعوام متعاونين مع الشيخ مبارك حسبما تمليه مصالحهم ، لقد كانت مجالس الشيخ مبارك بالنسبة إلى الشاب عبدالعزيز
__________________
١ ـ جبران شامية : آل سعود ماضيهم ومستقبلهم ، ص ٨١ ـ ٨٢.
٢ ـ الريحاني : تاريخ نجد الحديث ، ص ٩١.
٣ ـ مغنية ـ محمد جواد : هذه هي الوهابية ، ص ١٣٢ ـ ١٣٣.