محمد علي باشا واستولى على العاصمة بلا مقاومة ، بعد أن فرّ منها فيصل ، ثم أسر ونفي إلى مصر ، وأقام المصريون فيها خالد بن سعود حاكماً مكان فيصل ، وكان ذلك سنة ١٢٥٣ هـ.
وكانت الحجاز لم تزل بيد محمد علي ، وكان من أعوانه خالد أصغر أبناء سعود الكبير ، وأخو الإمام عبد اللّه الّذي استسلم لإبراهيم باشا في الحملة المصرية الأُولى وأُعدم في استنبول.
٨ ـ خالد بن سعود ( ١٢٥٣ ـ ١٢٥٥ هـ )
نشأ خالد بن سعود في القاهرة في كنف محمد علي ، الّذي أعدّه ليتولى الحكم في الجزيرة العربية نيابة عنه ، وكان لخالد أنصاره الذين لم يرضوا عن انتقال الإمامة عن أولاد سعود الكبير إلى أولاد عبد اللّه بن محمد (١).
وجد فيصل أنّ أهل الرياض وقبائل كثيرة مالت إلى الأمير خالد ، لأنّه كان يمثّل نزعة دينية بحكم تثقفه في القاهرة ، وذلك ممّا دعا فيصل إلى ترك الرياض ، ودخل الأمير خالد الرياض سنة ١٢٥٣ هـ.
فأعاد الحكومة إلى فرع سعود الكبير ، وأصبح الأمير الثامن ، فاستمر خالد في الإمارة سنتين.
٩ ـ عبد اللّه بن ثنيان ( ١٢٥٥ ـ ١٢٥٨ هـ )
ثم ثار عليه عبد اللّه بن ثنيان مع النجديين ، فأرادوا الفتك به فهرب إلى مكة ، ثم مات (٢).
ولمّا بلغ ذلك فيصلا وهو محبوس بمصر ، استطاع أن يهرب ليلا من القلعة ومن معه ، حتّى وصلوا جبل شمر مقر عمارة ابن الرشيد ، فأكرمهم وتوجهوا إلى القصيم فانضاف إليهم كثير منهم.
إلى أن استطاع بعون أهالي عنيزة أن يقاتل ابن ثنيان في الرياض ،
__________________
١ ـ أبو علية ، عبد الفتاح : الدولة السعودية الثانية ، ص ٤١.
٢ ـ الأمين ، السيد محسن : كشف الارتياب ص ٤٧ ـ نقلا عن خلاصة الكلام لزيني دحلان.