وانتهز تركي فرصة ضعف المواقع المصرية في نجد في عامي ١٢٣٩ و ١٢٤٠ هـ فوسّع نفوذه في المنطقة المحيطة بالرياض ومنفوخة ، وعزل الحاميتين المصريتين ، وبعد عدة شهور سقطت الرياض بيد تركي ، وتمّ جلاء المصريين عن نجد ، وأعلنت بعض مناطق القصيم عن اعترافها بحكم تركي ، فتركي إذاً هو الأمير السعودي الوهابي الأول من الفرع الثاني لمحمد بن سعود ، وبه انتقلت الإمارة من سلالة عبدالعزيز بن محمد بن سعود إلى سلالة أخيه عبداللّه بن محمد بن سعود ، وما زالت فيها إلى اليوم (١).
ولكنه نشب خلاف في العائلة السعودية ، فتمرد مشاري بن عبدالرَّحْمن بن مشاري بن سعود مع بعض أفخاذ قبيلة قحطان على الأمير ، فكبر على نسل عبد العزيز أن تخرج الإمارة منهم ، فدبّر مشاري أمر اغتيال تركي ، وتم له ذلك ، ونادى مشاري بنفسه أميراً.
٦ ـ مشاري بن عبدالرحمن ( ١٢٥٠ هـ )
قال جبران شامية : انتهت ولاية الإمام الخامس تركي بن عبد اللّه اغتيالا على يد ابن عمّه مشاري بن عبد الرحمان ، الّذي استولى على السلطة وأصبح الإمام السادس ، ودام حكم مشاري أربعين يوماً ، إذ زحف فيصل بن تركي من الهفوف إلى الرياض بمساعدة عبداللّه ، وعبيداللّه ، من آل الرشيد شيوخ حائل ، واستولى على المدينة وأعدم مشاري ، وأصبح فيصل الإمام السابع في العائلة السعودية.
٧ ـ فيصل بن تركي ( ١٢٥٠ ـ ١٢٥٣ هـ )
تولى فيصل بن تركي الحكم بعد أبيه وهو في حوالي الأرِبعين من العمر ، في أوج نضوج قابلياته الجسمانية والروحانية ، وأصبح يتقبل البيعة من أهالي العاصمة ، ولكن محمد علي باشا لم يمهله طويلا ، فأرسل حملة كبرى إلى نجد ومعها خالد بن سعود ، الّذي كان مع السعوديين المنفيين بمصر ، فدخل جيش
__________________
١ ـ ابن بشر : عنوان المجد ، ج ٢ ص ٢٦ ـ ٣٠.